«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
كعادته -حفظه الله ونفع به الوطن والمسلمين- كان حديث سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية الشهيرة مع كاتبها الشهير «توماس فريدمان» كان حديثًا شفَّافًا وعلى مستوى عالٍ من الوضوح والصراحة، ووضع النقاط على الحروف، وبالتالي لم يتردد أن يشير بكل مصداقية إلى المرشد الأعلى للنظام الإيراني خامئني بأنه «هتلر جديد في الشرق الأوسط». وتناول سموه جوانب عديدة ذات علاقة بما يعيشه الوطن في هذا العهد الجديد عهد الملك سلمان - أمد الله في عمره - والذي اتسم بالتوجه نحو مكافحة الفساد بصورة فاعلة ومؤثرة، ومعالجة كل المعوقات والتحديات التي تواجه مسيرة التنمية، وبالتالي كانت إجاباته على تساؤلات الصحيفة المختلفة مثار إعجاب وتقدير كل من تابع أو قرأ هذه المقابلة التي باتت حديث الجميع في الداخل أو الخارج، بل إن صحفًا عربية وعالمية تناولت جوانب عديدة منها بالتحليل والتأويل، بل إنها كانت وما زالت حتى اليوم حديث المجالس والمنتديات خصوصاً في بلادنا لما تضمنته من إشارات مختلفة عن المستقبل الباسم الذي تسعى إليه القيادة بخطى حثيثة من أجل خير الوطن والمواطن والمقيم.. ومن هنا أحس الجميع بالثقة والاطمئنان فيما تقوم به القيادة الحكيمة في عهد الحزم والعزم والمواكب لزمن متغير يتطلب من الجميع مواكبته ومسايرته في طريق التحديات والعمل بإخلاص، فكل يوم يشرق على وطننا تستقبله القيادة والمواطنون بنفس جديدة وعزم جديد وعمل تنموي جيد. لذلك يشعر كل مواطن من خلال حديث سموه والذي كان شاملاً لجوانب عديدة ومتنوعة وعلى الأخص ما يتعلق بما كان عائقًا لمسيرة التنمية وما وقف أمامها من معوقات من فساد أسهم فيما مضى في تراجع ما يُقدَّم للمواطن من خدمات وما يُنفذ في الوطن من مشاريع. لقد كان حديث سموه له طعمه الخاص ففتح قلبه الكبير وأشار ودون تردد إلى تلك المبالغ الكبيرة التي تم اختلاسها خلال العقود الماضية، حيث كانت التقديرات تؤكد إلى 10 % من الإنفاق الحكومي كانت تمتد إليه يد الفساد القبيح.. فوصل حجم الأموال التي تم نهبها 100 بليون دولار. وتطرق سموه وبحصافته ووعيه وغيرته على وطنه إلى جانب مهم عانى منه الوطن والمواطن، وهي تلك المظاهر التي أبعدته عن أجواء الإسلام السمحة البعيدة عن كل ما له علاقة بالتشدد المفرط والفكر المتطرف، فسياسة وتوجه العهد الجديد العودة إلى الإسلام النقي من خلال اتباع سة الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - لقد شكل حديث ولي عهدنا المحبوب مادة دسمة وغنية للمحللين والمراقبين كل في مجاله وتخصصه، بل الكثير من الصحف في الوطن وغير الوطن - وكما أشرنا في البداية - تناولت الحديث بالتحليل والتعليق بل كان المادة الرئيسة في مختلف نشرات الأخبار لما تضمنه لقاء سموه من إجبات كان ينتظرها المتابعون للأحداث التي تجري في المملكة بصورة خاصة والمنطقة بشكل عام. ولو أخذنا مثلاً تناوله موضوع لبنان والذي شكِّل نقطة اهتمام أساسية في لبنان وبات محورًا أساسيًا في حديث لبنان وإعلامه نظرًا لرسمه لموقف المملكة من الأزمة السياسية في لبنان الشقيق. كما تطرق سموه إلى الأوضاع في اليمن وما وصلت إليه الحكومة الشرعية من تقدم في مسارها نحو السيطرة على أرض اليمن. وماذا بعد لا تستطيع أن تلم من خلال مساحة محدود الأعمدة أن تتناول كل جوانب الحديث الذي بات الأبرز في الإعلام هذه الأيام.. فلا عجب بعد هذا أن يشار إلى ولي عهدنا المحبوب بأنه رجل الساعة لا في المملكة بل في العالم.