د. خيرية السقاف
تأكد في اللقاء الصحفي الذي نشرته صحيفة (نيويورك تايمز) مع الشخصية البارزة في هذه المرحلة الحرجة على نطاق عالمي الأمير الشاب, ذو المسؤوليات الضخمة, والعالية «محمد بن سلمان» أنّ الفعل أساس القول, بعد أن وضع المنهج, وكوَّن الرؤية بوضوح في خطوات ما يراد فعله, وتحويله إلى عمل ناطق, ومُنجَز ماثل للعيان ليكون لهذا الكيان الذي هو الوطن مكانته المرموقة, وواقعه السعيد...
وعود إلى أول ظهور لهذا الأمير المسؤول, الشاب الطموح, وهو يقدم رؤيته لنقل واقع مجتمع يستهلك إلى واقع يرتجى أن ينتج,..
في تلك المواجهة له مع الجمهور كان واضحاً أنه سوف يذرع الفضاء عاليه, وسافله بحثاً, وتنقيباً, واكتشافاً, وتأكُّداً, ومعرفة بكل مكوِّن رهيف في نسيج هذا الوطن, بهدف أن يستل منه خيوطه المهترئة, والمقطوعة, والملوثة, والناشزة, والتي لا تتوافق مع خامة الرؤية, وأبعاد طموحات إنجازاتها المرتقبة, وبدأ في هدوء من رأس النسيج يمرر فانوسه, وناقوسه..
إلى آخر طرف في حدِّ نهايته, فذهب نشطاً فعّالاً لا يكاد ينام من فرط طموحه, وبالغ همته, وجميل أمانيه , التف على مواطنيه الشباب, وأخذ معهم بمعول نقض الظلام, ورفع فنار المصباح..
وبدأ بأخطاء الاستهلاك المادي, وبالفساد في الأداء من قمة رأس في مؤسسة, إلى موطئ قدم في زاوية..
وكانت الرؤية من سعة طموحاتها تتبدى معجزة..
لكنه تسارع في التنفيذ, وتفانى في تغطية كل جانب في مجاله, ولم يكن يتجاهل العوائق الخارجية, ولا الداخلية..
من أذكى ما حققته نظرته الشابة الواسعة الطموحة على مستوى الداخل في رأيي الشخصي أمرين: الأول فيهما: أنه ضخّ فاعلية الشباب بموارد عديدة, وبتهيئتهم للتمكن من مفاتيح الإنجاز.., ثم اجتثاث الثروات التي ليست بوجه حق.., ذلك لأنه يدرك أن التطهير حين يأتي ليكون شاملاً فإنه كالغيمة تزخ من فوق, وقد وجدنا أنّ التطهير من الفساد أولاً, وبناء الجيل ثانياً هما أول أبجديات هذا الأمير النابه بصفاته, وسماته الخاصة المميزة, وهو يهرول بخطوات سريعة نحو التطهير, والتكوين, وإعادة البناء ولكن بدراسة, وفق بنود, وأبجديات لا تغيب..
الأمر الثاني: على النطاق الخارجي وجدناه يقنن مبادئ العلاقات مع الجوار, والأبعد ممن هو أقوى, أو ميلة إلينا, أو عنا, أو من هو على الحياد,..
تدور رحى العلاقة في سعيه حول أمن الوطن الداخلي, وتطلعاته المستقبلية, وسلامه الدائم, وحقوقه الذاتية, وسيادته على مقدراته..
فكل عدو يُلجم وإن قرُب, وكل صديق يرحَّب به وإن بعُدَ, وكل حيادي يُفّهَّم وإن علم, أو جهل..
والإعلام سلاح اليوم, وقد مكَّن تغيير مساره ضمن هذه النقلة النوعية, بالتحرك الإيجابي الفعّال نحوه, والطموح الشامل المأمول منه حين قال في طرحه رؤيته, ما فعله منذ بدأ الإعلان عن منجزاتها على أرض الواقع, بدءاً بمكافحة الفساد المالي, وإشعال فضاء الشباب للعمل, والعلم من جهة, ثم وهو ينفتح بقوة على الإعلام الخارجي ليقول كلمته المُسْكتة.. هذه التي بدلت مواقف كثيرة في نظرة البعيدين لهذه البلاد, وكان أول ما غير فيها ذلك المنطق الإعلامي الغربي عن بلادنا من ضفة الغروب في هذه النظرة, إلى مفرق الصبح فيها..
هذه هي القوة, والمكانة الحقيقية المرتجاة لهذا الوطن.
خلف كل ذلك يقف رجل فذ هو سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-, ووفق أميرنا الشاب ابن الوطن البار المتفاني محمد بن سلمان ليتمم طموحاته, ويحقق رؤيته, وكل الخلَّص في نهضة الوطن, واستقراره, ورفعته, ونجاحاته.