«الجزيرة» - المحليات:
نوه معالي أ.د. سليمان بن عبدالله أبا الخيل، مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء، بلقاء سمو ولي العهد بصحيفة نيويورك تايمز، وأكد معاليه أن هذا الحوار تضمن مضامين مهمة، وإيضاحًا للرؤية وما تم تحقيقه من الأهداف والتطلعات. وقال معاليه في هذا السياق:
نعم يا سمو ولي العهد الأمين، وأنت -حفظك الله- تحقق -بحمد الله وتوفيقه- ما قاله ووعد به والدكم العظيم الكريم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله-: «إننا نعيش في مرحلة تفرض الكثير من التحديات، مما يتطلب نظرة موضوعية شاملة لتطوير آليات الاقتصاد. وهو تطوير يجب أن يكون مبنيًّا على الدراسة والأسس العلمية الصحيحة».
وها أنت اليوم يا سمو ولي العهد، أمير الهمة والعزم والحسم، تفعل ما تمناه والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- من رؤية سديدة، وتحكيم العمل الاقتصادي، وتنويع الصادرات، وتأسيس بنية تسليحية لا نظير لها، وجذبتَ صناعات العالم لتوطينها في بلاد الحرمين الشريفين، التي سيقودها شباب الوطن الأوفياء، ورفعتَ من مكانته، وساهمتَ في إيقاد الحماس عندهم؛ فتسابقوا على إنجاز العلم والموهبة، وفتحتَ الآفاق أمامهم؛ فأصبح الميدان مفخرة لجدهم ومثابرتهم وعزمهم.
اليوم -بحول الله- ستتحقق أماني الأمير الفذ، ولي العهد الأمين، وسنجد كل تخطيط ينع قطفه، يعلو الوطن بالرجال، وبعزيمة التخطيط، الذي قاده وعززه رجل الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبنظرة ورؤية وهمة ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله-.
كيف لا، وأنتم ولاة أمر حريصون على رفاهية المواطن، وتأمين مستقبله ومعيشته، والقضاء على كل ما ينغص حقوقه، وبتر الفساد الذي يضر به، وجعل الناس سواسية، وتطبيق مبادئ الدين الصحيحة السمحة المعتدلة، والنهوض بالوطن لعلو المجد حتى يعانق هام السحاب.
نعم يا سمو الأمير ولي العهد الأمين، قدت الاقتصاد في العالم، فوجَّهته لهذا الوطن الكبير؛ ليزداد رفعة وعلوًّا؛ فتغيرت من خلال تخطيطك ورؤيتك مفاهيم الدخل؛ فأصبح التصنيع الوطني هاجسك، والأيادي السعودية أملاً يتجدد في فكرك، وهيأت سوق العمل لجيل المستقبل، وزدت في التخطيط والرسم والهندسة الإبداعية بمدن صناعية واقتصادية، يشهد لكم بها التاريخ بأنها لا مثيل لها، وأبدعت في تأسيس وتوجيه مؤسسات التعليم والجامعات بتخصصات متنوعة، فوجهت بأن يكون للكليات والمعاهد الصناعية شأن كبير، وتابعت بحسك وقلبك ما يرجوه أجيال الوطن، فأجدت في رسم الواقع لهم؛ ليكونوا سلاح العلم والإبداع، وعقولاً تسمو إليها نظرة العالم.
فكان لمجلسَي (شؤون الاقتصاد والتنمية والشؤون السياسية والأمنية)، نتاج تخطيط خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، تنمية للوطن، ورسم ملامح التطور والتجديد والسياسة والكياسة في توثيق العلاقات الإسلامية والدولية.
نعم يا سمو ولي العهد الأمين، ستشهد - بحول الله - كل منجز رسمته وأسسته، وأنت ترفل بثوب الصحة والعافية، وترى قفزات عالمية كبرى، كما رسمت وخططت لها، سوق عمل حرًّا، وشبابًا مدربًا على الجد والمثابرة، وشركات كبرى تخطب ودك وفكرك، وتوطين صناعات بأيدٍ سعودية، وفتاة وامرأة عاملة لها مكانتها وسيادتها، فتحت أمامها آفاقًا متنوعة، وأعطيتها حقها، وخلقت فرصًا ضخمة لفتيات المستقبل في ظل أمن واستقرار كبيرَيْن، وجنبت البلاد براثن الفساد، وحاربت البطالة، وفتحت الباب واسعًا وكبيرًا أمام الأجيال، وتجاوزت بالوطن إلى سياسة قوية، لها اعتبارها ومكانتها، ألَّفت وساهمت في جمع الكلمة، ورأب الصدع، وقطعت أنفاس الفرس الطغاة، وحميت موطن الإسلام من براثن الصفويين الطامعين الإرهابيين والإخوانيين الصحويين المؤدلجين المتطرفين، وبترت أيديهم عن أطماع اليمن والعراق ولبنان والبحرين وبلاد إسلامية سنية متعددة.
بحمد الله يا سمو ولي العهد الأمين الآمال معقودة عليكم، والظن العالي الغالي القوي فيكم كبير، والأنظار مشرئبة إليك، ترقب خطواتك وأقوالك وأعمالك الصادقة المثمرة، وسترى بأُم عينك الوطن في سمو وعلو، تقوده وأنت تساند ملك الأمة والهمة خادم الحرمين الشريفين -حفظكما الله- في تخطيط مسدد وعمل جبار، ذاع وشاع صيت الوطن من خلاله، ورسمت معالمه الكبيرة.
وسترى أيها الأمير الغالي الهمام الشهم الأشم - بحول الله وتوفيقه وتيسره وعزته وقوته - كل شيء يسر خاطرك، ويثلج صدرك، ويُطمئن قلبك، ويحقق أملك وطموحك.. فسر على بركة الله والجميع من ورائكم ومعكم قلبًا وقالبًا وحبًّا ووفاء وإجلالاً وتقديرًا وإكرامًا.
وفي نهاية تصريحه دعا د. أبا الخيل الله العلي القدير أن يحفظ الوطن وقادته وشعبه وحياضه ومقدساته ومقدراته ومكتسباته من كل شر وفتنة.