حمّاد السالمي
ظهر في تاريخ العرب والعجم على السواء؛ كذَبة عتاة لا عد لهم ولا حصر. لم يتورع الواحد منهم عن التدليس والتزوير والكذب حتى على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكان الواحد منهم؛ يروج أحاديث موضوعة، ينسبها لرسول الأمة الأعظم -صلوات الله وسلامه عليه-، وينسج القصص الخيالية عن الصحابة -رضوان الله عليهم-، وعن التابعين والساسة والقادة، ويعمد الكثير منهم؛ إلى حبك خرافات وروايات في الغيبيات لا يقبلها عقل ولا منطق، خاصة؛ ومنهم كثرة يوظفون النزعة الدينية والمذهبية فيما يروجون له من أكاذيب وألاعيب يضحك منها حتى الثكلى، ومن هؤلاء القوم الذين يتغذون على عقول الجهلة والسذج، بقية باقية إلى يوم الناس هذا، نرى ونسمع منهم الكثير عبر وسائط (السوشيال ميديا)؛ ولا نملك إلا أن نضحك منهم مع الضاحكين، ونتعجب منهم كيف يستمرئون ما يفعلون ليل نهار دون خجل أو وجل، فإذا لم يردعهم رادع سلطوي؛ فعلى أقل تقدير؛ تردعهم ضمائرهم وعقولهم وأخلاقهم، هذا إن كان لديهم بقية من ضمير أو عقل وخلق. كان من سبقنا ممن ألّف وكتب عن الكذَبة في تاريخنا الذي ليس كله كما نتخيل.. كان يفصل ويفضل في هذه المسألة، فيكشف عن أظرف الكذَبة وأكذب الكذَبة..! إلى غير ذلك مما هو معروف في كتب السير والأدب العربي إلى عصرنا الذي نحن فيه.
من هو أطرف وأظرف وأسخف وأكذب الكذَبة في تاريخنا المعاصر..؟ إذا لم يكن هو الذنب الإيراني الكبير المتسمي: (حسن نصر الله)، وهو نصر اللات، ولو أن آلهة اللات الثقفية الجاهلية قد تبرأ من وساخته التي لا تليق إلا بذنب تابع مثله.
الذنب الإيراني المعمم بجهل وحمق الصفوية المعهود، والملتحي نفاقًا وإثمًا؛ لا يستغرب من مثله هذا؛ فهو المنتهز الذي لا يترك حادثًا سياسيًا إلا قفز عليه بكل ما يملك من أدوات الكذب والتدليس والمغالطات، ومؤكدًا بشكل قاطع وفي كل مناسبة من هذه، عمالته للصفوية الإيرانية، وتبعيته الذليلة لإيران في إرهابها وعدوانها على الدول والشعوب العربية. وقاحة ما بعدها وقاحة. لا حياء ولا خجل عند هذا الذنب المعمم، الذي زرعته إيران في لبنان لتقويض التراتبية السياسية الحاكمة بين المسيحيين والمسلمين السنة في هذا البلد، منذ أن عرفنا لبنان العربي الأصيل قبل أن تستلب عروبته بهذا الشكل الإرهابي الهمجي من حزب الله وقائده وفصائله المسلحة، التي لا شغل لها إلا حمل السلاح وتأجيج الصراع في لبنان وفي سورية، ثم في العراق والبحرين والكويت واليمن بعد ذلك.
يقول هذا الكذّاب الأشر: أنه وقادته ومسلحيه؛ شاركوا ميدانيًا في الحرب على الإرهاب في العراق، ويشاركون في سورية. وأنهم شركاء الشعب العراقي في انتصاره على (دولة الخرافة الإسلامية)..! وهم يقاتلون الآن في سورية مع الجيش السوري..! ثم يعود في الوقت نفسه ليقول: إن حزب الله لا يتدخل في الشأن السياسي لأي بلد عربي، ولم يبعث بجندي واحد لأي بلد عربي، ولا سلاح ولا تدريب ولا شيء من ذلك..؟! حسنًا يا نصر الكذاب.. ماذا فعل حزبكم العميل في العراق باعترافك..؟ وماذا يفعل اليوم في سورية باعترافك..؟ وماذا قدمتم من دعم تدريبي وتخريبي لتهديد الأمن في البحرين وفي الكويت..؟ ومن يدرب ويمد الحوثة في اليمن بالسلاح الإيراني؛ لقتل اليمنيين، وتهديد الحدود مع المملكة العربية السعودية..؟!
صحيح أن حبل الكذب قصير، خاصة إذا ناقض الكذاب نفسه في الوقت نفسه. ظهر هذا جليًا في خطاب الذنب الإيراني الطويل نصر الله المتلفز، إثر صدور بيان الاجتماع الوزاري للجامعة العربية الأخير الذي جرم إيران، واعتبر حزب الله منظمة إرهابية، تنفذ السياسة الإيرانية العدوانية في المنطقة، وتهدد السلم العالمي. كيف لا يقفز الكذاب الخطير والذنب الكبير؛ ليدافع عن ربيبته الصفوية؛ وهو الذي يعيش على فتاتها منذ تأسيس حزبه في جنوبي لبنان..! هو قال ويقول بوساخة الذنب الذي لا يمكن أن ينظف. قال في تصريحات سابقة تم بثها بشكل مباشر وتناقلها مغردون في شبكات التواصل الاجتماعي؛ أن ميزانيات حزبه الشيطاني المسمى بـ: (حزب الله) اللبناني الشيعي؛ (تدفع من إيران)، مضيفا: (إنهم وعلى المكشوف يقولون للعالم: إن موازنة ومعاشات ومصاريف وأكل وشرب حزب الله من إيران..! وطالما هناك إيران؛ فحزب الله عنده فلوس)..!! هل بعد هذا الاعتراف مبرر واحد يقول إن نصر الله عربي، وأنه مواطن لبناني..؟ وأن حزبه الذي يديره يمت للعرب وللبنان بأي صلة..؟ سؤال بودي أن أعرف إجابة له من اللبنانيين أنفسهم. لا أولئك الذين يبيعون انتماءاتهم لمن يدفع، ويمنحون ولاءاتهم لمن يمول جرائمهم وإرهابهم في حزب الله وحماس الفلسطينية.
هذه هي أقوال وأفعال نصر الله أمس واليوم وغدًا على ما يظهر؛ ثم يقول لنا بعد ذلك بكل وقاحة وبجاحة: إن إيران لا علاقة لها به ولا بحزبه..!
إيران (شريفة) إذن يا نصر الله، ويا زمرة الكذابين في الدوحة والضاحية وغزة..!
إذا نطقت ونهقت أذناب إيران في منطقتنا العربية؛ فهناك المزيد من الأكاذيب المكشوفة دائمًا ولكن:
لا يكذب المرء إلا من مهانته
أو فعله السوء؛ أو من قلة الأدب
لبعضُ جيفة كلب خيرُ رائحة
من كذبة المرء في جدّ وفي لعب