رقية سليمان الهويريني
إنّ اعتزام المملكة إصدار تأشيرات سياحية العام المقبل 2018م، كأول إصدار لتأشيرة «سائح» تُعَد سابقة لم يُعمل بها مطلقاً، فحالياً يقتصر إصدار التأشيرات للأجانب على تأشيرات العمل أو لزيارة الأماكن المقدسة للحج والعمرة فقط، ويمثل جذب السائحين أحد دعامات خطة المملكة لتطوير مصادر الدخل في إطار خطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان و»رؤية 2030».
وبحسب الرؤية؛ فإنّ المملكة تهدف إلى وصول عدد السائحين حتى30 مليون شخص بحلول عام 2030م، وهو ما قد يدر دخلاً سنوياً يقدّر بنحو 180 مليار ريال.
واليوم، تُعَد السياحة واحدة من أهم القطاعات الاقتصادية والاجتماعية في العالم، ولها دور بارز في التنمية والتطوير الوطني. وهي بالواقع صناعة وحرفة؛ لدرجة أنّ معظم الدول استحدثت وزارات للسياحة، وافتتحت جامعات وكليات ومعاهد تقنية متخصصة بالسياحة والفندقة، وتجاوز الأمر ذلك بإيجاد دراسات وبحوث علمية ذات مساس بأثر السياحة الاقتصادي والاجتماعي على الشعوب وارتفاع مستوى الوعي لدى المجتمع، عدا عن كونها مصدراً مهماً من مصادر الدخل الوطني حيث إنها تعزّز ميزان المدفوعات، وهي أحد موارد اكتساب العملات الأجنبية وذلك بما ينفقه السائح على السلع والخدمات من هذه العملات، وتساهم في توفير فرص عمل للمواطنين مما يدعم مستواهم المعيشي والاجتماعي.
ونرجو أن نبدأ جزئيات العمل السياحي الوطني من حيث انتهى الآخرون، لاسيما أن العالم يتجه بخطى سريعة نحو توظيف التقنيات الحديثة في إعداد ونشر المعلومات السياحية، وكيفية ترتيب وتنفيذ البرامج الخاصة بها، مع الحرص على إعداد وتأهيل الكوادر للعمل في هذا المجال، وضرورة الارتقاء بجودة الخدمات، والاهتمام بتصميم وبناء المنشآت الفندقية والترفيهية للسائحين، والتجديد الدائم من خلال تهيئة المجتمع لاستقبالهم، وقبول الآخر ورسم صورة حسنة عن العادات والتقاليد كعناصر جذب سياحي لأنها المعيار في السبق والتميّز اليوم وغداً.