سعد الدوسري
حين نشاهد مياه الأمطار تتسرب من فتحات أفياش الكهرباء في منشأة من منشآت جدة، فإننا لن نتحدث عن نفق تغمره المياه، دون أن تتمكن السيارات من عبوره، بل نتحدث عن دمار البيئة التحتية التي يتباهي مسؤولو أمانات المناطق بأنها الأفضل. نحن نتحدث عن تهديد مباشر بالموت لكل الذين يعيشون داخل المنشأة، إن لم يهربوا منها.
لقد تجاوزنا في الحديث عن تصريف السيول، كل الحدود. لم يعد لدينا ما نقوله. كل عام، تزداد المأساة أكثر وأكثر، على الرغم من أن الأمطار تهطل في نفس الموعد، لتجد أمامها نفس الحالة التي لم يغيّرها أحد طيلة العام، لكون هذا الأحد مشغولاً بالإشراف على بناء مساكنه في العواصم السياحية الشهيرة، وهكذا لن يجد وقتاً كافياً لحل مشاكل غرق المدينة، سوى بتعميد المؤسسات بتأمين الصهاريج المختصة بشفط السيول من الأنفاق، لتفرغها في الشارع العام، ثم لتعود مرة أخرى للنفق. أنا لا أمزح، أقسم بالله أن هذا هو ما كان يحدث، واليوتيوب أمامكم، ادخلوه واستمتعوا بالكوميديا السوداء.
هذا العام، نحن نعيش مرحلة مختلفة من مراحل المحاسبة والمساءلة، ولا أظن أن المتسببين في تلك الكوارث سينجون من العقاب.