جاسر عبدالعزيز الجاسر
الأنظمة والحكومات تقام وتؤسس لخدمة المواطنين ومساعدتهم في أن يحيوا حياة إنسانية طبيعية، حياة كريمة وليس التسلط على الناس وسلبهم حقوقهم من خلال سرقة أموالهم ومنع اللقمة عن أفواه الشعب.
إيران تعد واحدة من الدول النفطية التي تحصل على إيرادات تكفي لتأمين حياة كريمة للشعوب الإيرانية، إلا أن نظام ملالي إيران لم يكتفِ بحرمان شعوب إيران من حقوقهم المشروعة، وتوظيف ثروات إيران للتنمية ورفع مستوى معيشة الشعب، بل أنشأ العديد من الشركات والمنظمات احتكرت الأنشطة الاقتصادية والمالية والتجارية وأخضعت هذه الأنشطة لشركات ومؤسسات تعود لحرس الثورة الإيراني الذي يوظف ريع تلك المؤسسات والشركات لدعم أذرعته الإرهابية المنتشرة في الدول العربية وتثبيت نفوذه الطائفي، ولا تتوانى تلك المؤسسات من سرقة أموال الإيرانيين بما فيها المودعة بالبنوك فقد تظاهر صباح يوم الاثنين 20 نوفمبر أكثر من 4 آلاف من المواطنين المنهوبة أموالهم من قبل المؤسسات الحكومية: «كاسبين» و»البرز إيرانيان (آرمان)» و»أفضل توس» و»آرمان وحدت» أمام مبنى مكتب النائب العام في طهران في ساحة 15 خرداد. وحاولت القوات القمعية منع تشكيل التظاهرة بنشر واسع النطاق في موقع المظاهرة وخلق مناخ من الرعب، إلا أنها لم تتجرأ على التعرض على المواطنين خوفا من غضبهم. وسار المتظاهرون نحو المحكمة وهتفوا: «استحي يا لاريجاني وأطلق الإيداعات» و»نأتي ونذهب منذ سنة واحدة ولم نر أيّ ثمر» و»ماذا فعلت الأيادي الخفية بأموالنا؟» و»الحكومة تحكم باسم الله والأمة تتسول» و»الموت لهذه الحكومة المخادعة للشعب» و»أموالنا هي حقنا، وهي حصيلة عمرنا» و»بلدنا مركز اللصوص، وأصبح أنموذجا في العالم» و»لا نقبل الاضطهاد ونفدي بحياتنا في الحرية وويل للظالم» و»في عبارة بسيطة إيران مليئة بالفساد « و»اتركوا سوريا وفكروا في حالنا». وذكرت الأمانة العامة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بأن محاولات القوات القمعية فشلت في منع المشاركين في التظاهرة من إطلاق الهتافات ضد قادة النظام وواصل المتظاهرون الغاضبون شعاراتهم ضد القادة الفاسدين والنهابين للنظام. وقالت سيدة شاركت في التظاهرة: «نحن جميعنا مودعون نتابع أمرنا منذ عام ولكننا لم نحصل على نتيجة، لا من السلطة القضائية ولا من النيابة العامة... فكيف لم يفهم القائد (خامنئي) أن أموالنا دخلت أي جيوب؟ ولكنه ينتبه أن يرسل أموالنا إلى العراق..، ولماذا يجب أن تذهب أموالنا إلى العراق ولبنان وسوريا... ولماذا ينهب القائد أموالنا ... بينما إيران هي مدمرة... «.
كما تجمع عدد من المواطنين المنهوبة أموالهم من قبل مؤسسة «أفضل توس» المالية يوم السبت 18 نوفمبر أمام مؤسسة «الشهيد» الفاسدة والنهابة في مدينة مشهد وهتفوا ضد لاريجاني رئيس السلطة القضائية: «ليعدم لاريجاني الخائن، ليعدم هذا اللص»، و»عار على مؤسسة الشهيد. عار عليك، عار عليك». كما وفي يوم الاثنين 20 نوفمبر تجمع موظفو شركة خليج فارس للنقل الدولي أمام مبنى «بيت العمال» القمعي، للاحتجاج على عدم دفع رواتبهم منذ عام. وكان للشركة 1200 عامل، ولكن منذ مايو 2016 حيث تم تنفيذ خطة الخصخصة، ونقل الشركة إلى وكلاء النظام، تدهورت حالة الشركة. فتم فصل مئات من العمال عن العمل في الشركة وهم لم يستلموا أي راتب ومزايا منذ ما لا يقل عن عام. وكان تجمع المتقاعدين لشركة الفولاذ أمام شورى النظام، للاحتجاج على ظروفهم المعيشية وعدم تسديد رواتبهم، من الاحتجاجات الأخرى التي جرت يوم الاثنين 20 نوفمبر. وطالب المتقاعدون من مؤسسة الفولاذ القادمون من محافظات اصفهان، وخوزستان، وكرمان، وجيلان، والبرز بالإضافة إلى العاصمة طهران، بدفع رواتبهم ومستحقاتهم الطبية الجارية في الوقت المناسب.
وتظهر حركات الاحتجاج في جميع أنحاء البلاد، بدءا من المنكوبين بالزلزال غربي البلاد وإلى الملايين من المواطنين المنهوبة أموالهم، وإلى العمال والكادحين المحرومين، حالة الكراهية العامة ومشاعر الغضب تجاه قادة نظام الملالي الفاسدين والنهابين. وأن الطريق الوحيد للتخلص من كل هذه الآلام والمعاناة هو إسقاط هذا النظام الفاسد والقمعي والقروسطي على أيدي الشعب والمقاومة الإيرانية.