د. صالح بن سعد اللحيدان
العلم: (بكسر العين) مصدر عام، أو قل مصدر مطلق.
العلم: الفهم والإدراك.
العلم: علم: (بفتح اللام) على ذاته ليختلف بهذا عن (المعرفة).
العلم: مصدر كل علم مستقل بذاته كعلم الطب.. وكعلم السياسة.. والقضاء.. والحديث.. والفقه.. واللغة مثلاً، ولا يصح حسب الاستقراء التتبعي لحالات البشر أن يوصف أحد ما أنه أحاط بكل علم، ولهذا تتفاوت نسبة العلم بين شخص وآخر حتى في (العلم الوحد).
العلم: ضد الجهل.
العلم: سعة النظر وفهم المسألة التي بين يديه يدي العالم.
ولهذا يختلف العلم عن المعرفة فالعلم عموماً الإحاطة بعلم ما.. أما المعرفة فتلك هي: جزئية الإحاطة بعلم ما، والعلم يحصل تفضلاً من الله تعالى (بالموهبة) أما (المعرفة) فتحصل إذ تحصل بالاكتساب، ولعل سبب التجديد الذي حصل خلال القرون: الثاني/ إلى السابع الهجري/ أن العلماء هناك تميزوا بصفات منها:
1. حرية البحث.
2. التخصص الدقيق.
3. طول النظر وكثرة السفر للقاء كبار العلماء في الأمصار.
4. تعظيم العلماء بعضهم لبعض.
5. نبذ كثرة النقل والتكرار.
6. طرح أسلوب الوعظ.
7. طرح وترك أسلوب الإنشاء والخطاب المباشر.
8. قوة الموهبة وتغذيتها بترك الحرام وسوء الخلق خلال النقد أو النقاش.
9. تكرار القراءة وكثرة معاودة تجديد النية أنها لله تعالى.
10. شدة البعد عن التصنع، وكان إمام بكسر الهمزة (إ) (إمام الحرمين) فيخاف ذلك كثيراً ولهذا: ساد.
11. معرفة ضوابط العلم مع فهم دلالات الآثار وتطبيقها على الواقع.
12. الابتعاد عن المراء وكثرة حب الظهور.
13. استقصاء المسائل العلمية بفهم وقوة وعي.
ولهذا نجد في مثل هذه الكتب شيئاً من ذلك ككتاب: (الرفع والتكميل) و: (هدي الساري) و: (عمدة القاري) و: (شروط الأئمة الخمسة) و: (شرح النواوي لمقدمة صحيح مسلم) و: (الرحلة في طلب العلم) و: (رواية الأكابر عن الأصاغر) و: (شرح السيرافي لكتاب سيبويه) و: (الخصائص) و: (تدريب الراوي) و: (إرشاد الفحول) و: (الفروق) و: (المحلى والمجلى) و: (المغني والشرح الكبير) و: (يتيمة الدهر) و: (تحفة الأحوذي) و: (طبقات المحدثين).
وليس /اليوم/ بفائت علي ما سمعته أو نقل إلي عن بعض العلماء في بعض البلاد العربية وقد أحزنني هذا كثيراً وذلك مثل:
1. (هذا يا أخي رأي الجمهور)
لكن أي جمهور أراد؟
هل أراد الفقهاء؟ أو أراد المحدثين؟ أو أراد المفسرين؟
2. ومثل ذلك (هذا عن الأكثر)
3. (هذا والله هو: الصحيح نعم المسألة فيها خلاف)
فهل يصلح مثل هذا؟
4. (الله المستعان هذا عندي هو: الراجح)
أين البسط؟ أين الأدلة؟
5. (نعم العقوق من الكبائر وقد ورد في حديث صحيح الجنة تحت أقدام الأمهات).
نعم العقوق كبيرة.. لكن الحديث: ضعيف.
6. (لعل هذا أرجح القولين)
أين تحرير المسألة؟
أين الأدلة؟ بس كذا.. فقط.
7. ( لقد قال تعالى: (فاتقوا الله حق تقاته) فعليك بتقوى الله سبحانه.. ولا بد من رد ذلك.. إلخ)
نعم رد الحقوق فرض ولا بد لكن الآية منسوخة بقوله تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم).
8. (الله أعلم لكن قد جاء في حديث (إذا بلغ الماء قلتين ....)).
نعم الله جل وعلا أعلم لكن الحديث ضعيف وفيه شذوذ بعلة السند، وهو من رواية ابن عمر رضي الله تعالى عنهما.
9. (ماذا قلت: نعم.. نعم (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً))
هذا من رواية عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنه وهو حديث ضعيف.
10. (كلا لا لا ليس كما تقول بل تصله وتزوره لأنه ورد في الأثر الصحيح [الأقربون أولى بالمعروف] )
صلة الأقارب واجبة لازمة والصلح خير دون ريب لكن المشكلة أن هذا الأثر الصحيح ليس بصحيح بل هو أثر: موضوع.
قلت وقد كثر استعمال هذا حتى عند بعض طلبة العلم ويردده بعض المثقفين، والحقيقة بحسب المعيار النقدي وسبيل النظر التقويمي لما هو حاصل في كثير من البلاد العربية من بعض العلماء حيال الطرح البحثي.. أو الإجابات.. أو الدروس العلمية أن هذا أمراً يحسن تدارك أمره من قبل العلماء أنفسهم فلا تكون ثمة إجابة ولا يكون البحث العلمي أو الدرس أو المحاضرة إلا بعد تحقيق القول وضبطه بقوة الطرح وإيراد الصحيح من الآثار، وليس على العالم لوم إذا توقف عند حد فهمه إذا لم يكن قد حضّر من قبل حضّر (بتشديد الضاد) أو كان قد تفوته معرفة حقيقة الآثار ولعلنا بهذا المنهج نفيد ونستفيد.
إجابات خاصة
ع.أ.م / جامعة الملك عبدالعزيز : (جدة)
خالد.أ.م / حي النسيم : (جدة)
1 - لا حقيقة نصية صحيحة لقبر (حواء) عليها السلام.
2 - نعم يوسف صلى الله عليه وسلم فلسطيني لكنه عاش بمصر.
3 - هود صلى الله عليه وسلم بعث إلى قوم عاد وهم في بلاد اليمن.
4 - لوط صلى الله عليه وسلم بعث في زمن إبراهيم صلى الله عليه وسلم فلوط كان في الأردن وإبراهيم في العراق.