بين جدران الحياة قصص امتزجت بالوجع والسعادة ليست كلها دموع ولكنها تخبئ بين جنباتها حزناً عميقاً يترك على القلب ندبة لا تمحى.
يوم السبت الماضي -18 نوفمبر - كانت راجية مصطفى رجب تطوي آخر يوم لها في هذه الحياة راجية أن يمن الله عليها بالعفو والمغفرة بعد أن استقبلت كفيها ولأكثر من ربع قرن مواليد أطلقوا صرخة الحياة بين يديها ليزيد الله في عدد أبنائها الذين لم ترزق بهم.
القابلة التي لم تنجب ولَم تشعر بألم المخاض عاشت في مدينة عُنيزة مُذ كان عمرها 18 عاماً وغادرتها وهي في الثمانين تّعرف بنفسها أنها راجية بنت محمد بن عثيمين لأنه طلب من الجميع رحمة الله عليه أن يستوصوا بها خيراً فهو يعلم أنها هبة الله للحياة القادمة ورحمة منه سبحانه لنساء يصارعن الموت من أجل أن يقدمن عمر جديد.
حكاية راجية ملهمة جداً كيف لك أن تكون غريباً ويولد بين يديك وعليها أطفال يبنون وطناً لست منه ؟! كيف لها أن تكون أماً وكل ما يربطها بهم حبل سري قطعته لتمنحهم حياة معنوية بها ..!
راجية ..
هي ابنة الوطن الذي لم ينجبها وأم لأبناء لم يسكنوا إلا رحمتها.
- بدرية الشمري