ننتظر بفارغ الصبر معرض الرياض الدولي للكتاب والذي سيفتتح بإذن الله بعد ثلاثة أشهر ونصف تقريباً، ربما في هذه المدة لن يكون هنالك رؤية جديدة لشكل المعرض وتوزيع الأجنحة، التي لم تتغير منذ أن انتقل إلى موقعه الحالي، التغير الذي حدث فقط هو تغيير مواقع دور النشر العربية، ولكن خلاف ذلك فالمعرض تصميمه ثابت بوجود بعض المؤسسات الحكومية والخاصة السعودية بأجنحة كبيرة تحتل حيزاً مهماً، وبعضها للعرض أو تقديم خدمة معلوماتية عن المؤسسة، كل ذلك على حساب دور نشر عربية وعالمية مهمة. جميع الناشرين العرب يحلمون بالمشاركة بمعرض الرياض، لذا أتمنى أن تعطى الفرصة لأكبر عدد من تلك الدور ويحدد مساحات الأجنحة عدد الإصدارات الحديثة، والمتميزة، ويكون تنظيم مواقع الدور حسب البلد، وأعتقد أن هذا ما تقوم به إدارات المعرض السابقة. أمر آخر وهو مهم، قضية منصات التوقيع، من الأفضل أن تكون هنالك أماكن لدى دور النشر للتوقيع، ويكون هنالك اتفاق بين المؤلف والناشر بالتنسيق مع إدارة المعرض، فما يحدث سابقاً سواء في معرض الرياض أو جدة وجود منصات مخصصة للتوقيع في أوقات محدودة، وبالطبع المنصات محدودة، لذا تبدأ الواسطة وحجز وقت معين متميز وهكذا..، ولكن لوكان التوقيع في مقر دار النشر لأصبح الأمر عادياً، ولتمكن كل مؤلف أن يوقع متى ما شاء وربما أكثر من مرة وفق ظروفه، ومن ناحية اقتصادية تستفيد إدارة المعرض من بث إعلانات التوقيع عبر قنوات المعرض الإعلامية لقاء رسوم محددة، فيكون هنالك دعاية للكتاب والمؤلف والناشر، وبذلك أيضاً تنتهي مشكلة توقيع الكتب الأزلية التي خصص لها موقعاً إلكترونيا وضوابط معينة وربما «واسطات» لتحديد الوقت واليوم، يكون التوقيع مسؤولية الناشر والمؤلف، عموماً أنا لا أميل إلى صخب توقيع الكتب الذي يحدث عندنا في معرضي جدة والرياض. بالنسبة للنشاط الثقافي أرى أنه حين يكون بعيداً عن أجنحة الكتب، لن يشجع ذلك أغلب مرتادي المعرض على حضور الفعاليات الثقافية، والآن توجه أغلب معارض الكتب الكبيرة والحديثة أن تكون الفعاليات في قاعات صغيرة بين الأجنحة، وخير مثال جيد الفعاليات الثقافية المتميزة التي أقيمت في الجناح السعودي في معرض الشارقة للكتاب وأيضاً معرض أبو ظبي للكتاب، وبالطبع معرض أبو ظبي استفاد من نسق معرض فرانكفورت للكتاب الذي أضاف الفعل الثقافي المتنوع والذي فيه كثير من الفائدة والمتعة. يهمنا كثيراً أن يكون كلمن معرضي جدة والرياض للكتاب، من أفضل وأهم معارض الكتب ليس في الوطن العربي فقط بل على مستوى العالم، وحقيقة لاتزال معارضنا عربية وإن كان المسمى دولي، فالمشاركة الدولية باهتة، من خلال أجنحة صغيرة، ربما تشرف عليها ملحقيات تلك الدول الثقافية.
معرض الرياض الدولي للكتاب يجمع بين المحلي والعربي وبصورة باهتة العالمي، نتمنى ألا يكون الاهتمام الأكبر بالمحلي، ليكن عربياً مع وجود دور النشر السعودية من ضمنها، مع تحجيم أو إلغاء مشاركات بعض المؤسسات الحكومية التي غالباً لا تضيف أجنحتها شيئاً للمعرض بقدر ما تحتل مساحة مهمة، ننتظر المعرض ونأمل أن نتفاجأ بمعرض يعكس وضع المملكة الجديد الذي يتسم بالتميز والرقي.
- عبد العزيز الصقعبي