علي الخزيم
قال البذيء تصريحاً، وقال قرينه عبر صحيفته المشبوهة ببيروت: اننا بدو بين خيام مظلمة تفتقد نور العلم والثقافة، مع غباء ورعونة، وان لم نفهم مقصده من وصفنا بالرعونة فلأننا لا نعرفها اصلاً؛ فهو اذن قد استمدها من منظومة اخلاقياته المتطرفة الممتَهَنة بوحل الوقاحة التي يُسخِّرها للاستجداء ممن صفقوا له من أحزاب ومنظمات إرهابية تستوطن بلده، او هي تعمل وتعبث ببلاده من الخارج بعمالة من (حسن زميرة وصاحب الصحيفة) واضرابهم.
التطاول على المملكة العربية السعودية من أقزام الصحافة ومدعي الثقافة ليس بالجديد، فلغة الابتزاز حيناً والاستجداء الوقح حيناً آخر هو ديدن هذه الطفيليات اللزجة بمحيط العمل الصحفي الإعلامي ببعض اقطارنا العربية، طفيليات باعت الضمير واوصدت العقول وسلمتها للعدو الإقليمي الفارسي المجوسي بمقابل نتيجته تمريغ هامة بلادهم وسمعتها وتاريخها العلمي الثقافي الرائد في حقبة مضت حين كان هؤلاء الاوغاد وامثالهم رضَّعاً الى ان اجادوا الحبو نحو مستنقعات الخيانة للأوطان خدمة لعدوهم، فالخائن للمبادئ والمُثُل لا يأبه بها كتوجه قويم ويعدّها كما قال رعونة وقلة ثقافة، اذ ان محور تفكيره يرتكز على المال مهما كان المصدر خبثاً قذراً.
منذ ان كنا (فعلاً وحقيقة بدواً على صهوات الخيل وظهور الجمال) كنا وما زلنا ننشر العدل والمساواة، وننشد المحبة والوئام والسلام بين أطياف البشر، ليت هذا المأفون يتعلَّم مِنا دروساً وعِيَها العالم فقالوا عنا: مملكة الإنسانية.
ادعى بوقاحته المعهودة ان جاليات بلاده الوافدة للمملكة انما جاءت لتعمر بلادنا وتعلمنا الثقافة والعلم، وكان الأولى ان يكون هو من يتعلم من ثقافة قومه ووعيهم ويعرف كيف يخاطب القامات التي عَجِز عن بلوغ سموها وقدرها؛ حكمة وسياسة متزنة و وقاراً وشموخاً أحرج وأعجز من تخدمهم بقلمك النازف حقداً، فالأخوة العرب والأصدقاء من دول العالم يفدون لبلادنا برغبتهم وطوعهم وهي مصالح متبادلة لا منَّة لأحد على الآخر، واجزم ان من تدَّعي انهم انما جاءوا لتثقيفنا من بني قومك انهم لو وجدوا فرصاً افضل لما وفدوا الينا، وجدوا هنا التقدير والاحترام والامن والتعليم المجاني والعيش الرغيد بلا ضرائب ولا رسوم، يسكنون بيننا نجالسهم ونسامرهم وبيننا وبينهم صهراً ونسباً، لو لم يجدوا شعباً سعودياً ودوداً حميماً لما اندمجوا معه بهذا المستوى، وهذا ما يفند مزاعمكم، فهم يتطلعون لمزيد من الروابط الطيبة مع أهلهم واشقائهم بالخليج والعرب عامة، فكفاكم فحشاً بحق الاهل والعروبة والاوطان، وكفاكم تطاولاً على من لا يأبه بإرجافكم، يقول شاعرنا:
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم
من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنى
وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا.
أيها الصغير، اعلم اننا احفاد هرم بن سنان وذات النطاقين والصديق والفاروق وأروى والجليلة وابن العباس وطلحة وعكرمة ومعاوية وام حِرام وأم عمارة وعمرو والمغيرة وابن دريد وأبو الأسود والخليل وأبو الهيذام، والأماجد غيرهم، (فاعرف حجمك والتقم حجراً).