عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) لم يرتق أو يواكب الدوري السعودي للمحترفين حتى الآن الإنجازات والتميز الذي تسجلها كرة القدم السعودية على مختلف المناسبات، فمنتخب الوطن يسجل أول الواصلين لنهائيات كأس العالم في روسيا 2018 والهلال يسير بخطى ثابتة وبدون أي خسارة ويصل للنهائي الآسيوي، ورغم ذلك كله يسجل حضور وفعاليات دوري المحترفين السعودي هبوطا حادا في المستوى على مختلف الأصعدة، فالمستويات الفنية متباينة وباهتة ومستوى اللاعبين متباين وغير ثابت، والحضور الجماهيري ضمن الأسوأ في تاريخ المسابقة حتى الآن ولم يعد هناك صراع شرس على الصدارة..
(تصوروا) المتصدر بجعبته 21 نقطة من 10 مباريات ووصيفه بـ20 نقطة من 8 مباريات أما الثالث والرابع فلكل واحد منهما 16 نقطة فقط، وإذا ما عاد الفريق الوصيف ولعب المؤجلات وفاز سيكون الفارق شاسعا وتتلاشى روح المنافسة وتكون الأمور شبه محسومة، وكان الكل يعتقد أن تأهل المنتخب عالميا وارتفاع عدد اللاعبين المحترفين إلى ستة لاعبين سيزيد من الإثارة وتكون إضافة إيجابية للمنافسة المحلية إلا أن ما حدث كان العكس، كل شيء في تراجع فلا مستوى داخل المستطيل الأخضر ولا حضور جماهيري وتفاعل كما كان ولا إثارة إعلامية تحيي الأجواء العامة للمسابقة، وأصبح كل شيء روتيني وتأدية واجب بأقل مجهود ممكن، وهذا ليس في صالح اللعبة ولا التوجه العام لمستقبل الرياضة بصفة عامة في زمن الكل ينتظر دخول العمل المؤسساتي والخصخصة والاستثمار الرياضي، فيجب على القائمين على هيئة دوري المحترفين واتحاد اللعبة دراسة ظاهرة التراجع ومحاولة تذليل الصعاب وحل المشاكل العائقة إن وجدت، فكرة القدم هي فاكهة الرياضة وحلاوتها وحتى تستمر يجب أن تجد البيئة الصحية والمميزة التي تساعدها على الاستمرار بكل مميزاتها وإثارتها وحضورها القوي.
نقاط للتأمل
* أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم مساء الأربعاء الماضي إنهاء الارتباط بالمدرب باوزا وإلغاء عقده من تدريب المنتخب الأول كخطوة مبكرة بعدما وصل المسؤولون في اتحاد اللعبة إلى أن المدرب باوزا ليس بمدرب المرحلة من خلال تقييم شامل وكامل من خلال معسكرين وخمسة لقاءات لم تكن مرضية بتاتاً، ومع كامل التقدير للمدرب ومساعديه وتاريخهم إلا أن الوقت والزمن قد اختلف عن الماضي واليوم يحتاج المنتخب لمدرب من أصحاب الفكر الحديث والأسلوب المتقدم في عالم التدريب والذي يستطيع أن يستثمر كل طاقات لاعبيه لأعظم محفل لكرة القدم ألا وهو كأس العالم.
* غدا تتجدد الإثارة الآسيوية في النهائي المرتقب بين ممثل الوطن الهلال وفريق أوراوا الياباني، وبغض النظر عن نتيجه مباراة الذهاب والتي انتهت بالتعادل الإيجابي، وتعتبر ميزة لفريق أوراوا إذا ما انتهت المباراة بالتعادل السلبي إلا أن مقدرة الهلال على تسجيل هدف مبكر تلغي جميع المعادلات حتى في حال التعادل الإيجابي، فلقاء الغد يصب في مصلحة ممثل الوطن وكل الآمال العربية والسعودية متفائلة في اكتمال الفرحة والعودة بكأس البطولة لأرض الوطن.
* أخيرا انفرجت وانحلت أكبر مشكلة في العصر الحديث للكرة والتي كان بطلها حارس المرمى محمد العويس، فرغم الثغرات القانونية والتجاوزات النظامية حسب ذكر المسئولين عن اللعبة، ورغم تصعيدها لأعلى المستويات الحكومية والجنائية، إلا أن الحكمة ورجال الحنكة إذا حضروا انتهى كل شيء، وانتهت القضية بهذا السيناريو دليل على عمل الكبار والجهود المشكورة التي بذلوها لاحتواء القضية برمتها، وما تقديم الاعتذار وقبوله إلا من شيم الكبار، وهذا هو ديدن رجالنا ومجتمعنا برعاية وقيادة رياضية حكيمة.
* لقاء مساء البارحة بين فريقي النصر والاتحاد دورياً في الجولة الحادية عشرة من دوري المحترفين يعتبر من أهم وأميز لقاءات الجولة ليس لوجود النصر والاتحاد وإثارة لقاءاتهما وليس لغياب أندية كبيرة عن الجولة كالهلال، ولكن تعتبر الأهم لأنها تحمل في حضورها وارتفاع عدد الجماهير تكريما لرمز ونجم من نجوم كرة القدم لدينا وهو اللاعب سالم مروان «رفع الله مطيحه»، وهي المبادرة التي أعلنت وتبنت هيئة الرياضة عنها مشكورة، وليست بغريبة بين أبناء مجتمعنا الإسلامي، بأن يكون دخلها لصالح اللاعب سالم مروان ولظروف الطبع لم يتسن لي الحديث عن اللقاء أو عدد الحضور، وسيكون الحديث عنه في المقال القادم بإذن الله.
* خاتمة: ((سيرتك هي التي تبقى عالقة في أذهان من تعاملت معهم بعد فراقهم، إذا فكرت من هذا المنظور، حتما ستغير من بعض أفعالك نحو الآخرين ونحو نفسك!)).
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة)..
ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.