جاسر عبدالعزيز الجاسر
بخبرته المتميزة بالطب استنبط الدكتور جاسر الحربش أسلوباً للتعامل مع الدمل في الخاصرة الشرقية، ويعني الدمل القطري، إذ يقول «في الطب يتم التعامل مع الدمامل غير القابلة للتدخل الجراحي بسبب حساسية موقعها من البدن بطريقة تقوية مناعة البدن نفسه بكل الطرق الممكنة وبضخ المضادات الحيوية لتنشيف الدمامل».
نعم هذا ما يجب علينا في الإمارات والبحرين وطبعاً السعودية، وحتى مصر، فالتدخل الجراحي في المسألة القطرية والمقصود به هنا «التدخل العسكري» لا يمكن القيام به ليس للقوة العسكرية القطرية وليس لوجود قواعد أمريكية وتركية وإيرانية في خلطة عجيبة تجمع كل التناقضات الأيدلوجية والمذهبية، ولكن لأن الدول المتضررة والمستهدفة من أفعال قطر من السعودية والإمارات والبحرين ومصر لا تريد أن تكرر فعلة صدام حسين، رغم أن تحريض من يحكم قطر يخرج أكثر الحكماء عن طوره، ولكن أهل قطر هم أهلنا، وقطر تظل جزءاً من الخليج العربي حتى وإن استبيحت من العجم والروم.
إذن علينا أن نأخذ وصفة الدكتور جاسر الحربش للتعامل مع المسألة القطرية والتي تتضمن شقين، الأول تقوية مناعة البدن نفسه بكل الطرق، والتقوية وتعزيز المناعة ليسا فقط بتعزيز القوة العسكرية وسد الثغرات التي ينفذ منها الأعداء والحفاظ على الوحدة الوطنية، بل أيضاً في التصدي للطابور الخامس الذي يقف في خندق واحد مع حكام قطر لدواعي الحزبية وإيفاءً لولاء «السمع والطاعة» المبني على انحراف ديني وشرعي، ظالم لوطنه ولضميره وأهله.
تقوية المناعة بالوقوف مع ما تتخذه قيادات الدول الأربعة المواجهة لانحراف قطر ودعمها للإرهاب، والدفاع عن إجراءاتها كل حسب إمكانياته وقدراته، فالمواطن مطالب بالتصدي لإشاعات وعبث خلايا عزمي بشارة التخريبية، وخلايا إخوان الشياطين وأذرعة إيران الإرهابية سواء في السعودية أو البحرين والإمارات أو في مصر.
تعزيز المناعة واجب علينا جميعاً أبناء الدول الأربعة التي تواجه العبث والانحراف القطري والعدوان الإيراني ومن يدعم نظام الحمدين من دول أخرى تظهر التأييد للمسلمين الحقيقيين وتبطن الدعم والمؤازرة للمنحرفين.
نعم تعزيز المناعة، وتقوية وترسيخ الوحدة الوطنية والتصدي لما يقوم به الطابور الخامس الذي يشكل ائتلافاً تخريبياً مكوناً من خلايا وفلول الإخوان، وعملاء ملالي إيران، ومطايا فكر عزمي بشارة.
أما الشق الثاني في وصفة الدكتور الحربش «ضخ المضادات الحيوية لتنشيف الدمامل» فهو عمل متواصل ومتشعب، يبدأ من تعزيز الثقة بالمواطنين ومكاشفتهم بشفافية عما يتخذ من إجراءات لمواجهة دمامل الفساد والانحراف والعمالة للوصول إلى رؤية موحدة وجبهة متراصة بين القيادة والشعب لتفويت أي اختراق لخلايا التخريب والإرهاب والانحراف، ثم تقوية وتعظيم القوة السعودية والمصرية والإماراتية والبحرينية، والقوة هنا لا تقف عند القوة العسكرية والاقتصادية والاستخبارية بحيث تكون لدينا كافة المعلومات حول تحركات أعدائنا وما يحيكوه ضدنا، لمواجهتهم إقليمياً ودولياً، وأن يستمر تصاعد فعل وعمل دبلوماسيتنا التي أبدع في أدائها الجبير وشكري وابن زايد وآل خليفة.
تقوية المناعة وضخ المضادات الحيوية لتنشيف الدمامل التي وزعتها إيران وزرعتها حولنا لتدمير الأمن العربي القومي يجب ألا يقتصر على السعودية ومصر والإمارات والبحرين، إذ يجب على كل الدول العربية أن تطبق وصفة جاسر الحربش الطبية السياسية، فالكل معرض لفيروسات المرض الخبيث الذي ينشره ملالي إيران وعملاؤهم في المنطقة العربية.