«الجزيرة» - محمد المرزوقي:
أكد رئيس أعضاء مجلس إدارة نادي الرياض الأدبي الثقافي، الدكتور صالح المحمود، في حديث خاص لـ(الجزيرة) على أنّ انتقال دور الأندية الأدبية «عملياً» من الأدبي إلى الثقافي، رهان صعب جداً أمام كافة الأندية، التي يجب مع كل ذلك أن تكون قادرة على إحداث نقلة ثقافية جاذبة، من شأنها أن تعطي وعياً ومتعة وتنوعاً، وبعداً معرفياً في آن واحد، مردفاً قوله: إن استطاعت أنديتنا الثقافية أن تقدم هذه الثنائيات العميقة الجاذبة والفاعلة، فستكون ناجحة في جذب جمهورها، وإن لم تستطع فستتجاوزها المرحلة، وفي نادي الرياض نرجو من خلال ما نشتغل به ونعمل على تقديمه أن نتجاوز فكرة الأدبي إلى الثقافي، الذي يكون الأدبي جزءاً منه. وعن شروع النادي في طباعة إصدارات خاصة بـ(المكفوفين) قال المحمود: دائماً ما يستشعر النادي حاجات الشرائح الاجتماعية، إذ أدرك في هذا السياق حاجة إخواننا (المكفوفين)، من الفئات الاجتماعية التي أدهشتنا بما لديها من شغف معرفي كبير، وهذا ما لمسناه في نادي الرياض جلياً عبر شراكتنا مع هذه الفئة الغالية على قلوبنا جميعاً، فقد انطلقنا من فكرة أقرها أعضاء مجلس الإدارة وفي مقدمتهم الزميل هاني الحجي، التي نعدّها من الأفكار الرائدة والجيدة التي قدمها النادي عبر شركاته المختلفة، إذ كان منطلق الحرص أن نقدم لهذه الفئة شيئاً يقرؤونه، ما جعلنا نجد منهم تفاعلاً وتجاوباً رائعاً، شجعنا على الاستمرار في هذا النوع من الإصدارات.
وفي سياق اهتمام النادي، من خلال مناشطه المختلفة، وعبر الشراكة مع فئة اجتماعية أخرى، تأتي على درجة كبيرة من الأهمية والاهتمام، المتمثلة في فئة (الصم)، أضاف رئيس مجلس إدارة أدبي الرياض قائلاً: هذه من الجمعيات الأخرى التي يعي النادي مدى أهمية الاهتمام بها من موقعه الأدبي والثقافي، تجاه هذه الشريحة الاجتماعية، إذ يعمل النادي على إنجاز كتب (مرئية)، من خلال التقنية الحديثة ووسائطها، وقنواتها المختلفة التي يأتي في مقدمتها استثمار (اليوتيوب) لتقديم هذا النوع من الكتب للصم، حيث سيتم تحويل العديد من الأعمال الكتابية إلى أخرى بصرية، بطريقة هادفة ومشوقة، ودقيقة من حيث نقل العمل الأدبي عبر الصورة، ليصبح عملاً ملموساً تتم قراءته من خلال الصورة. وتعليقاً على أهمية شروع النادي في تبني خطوة متقدمة، عبر شراكاته مع هذه الفئات، التي تتمثل في نقل ما يكتبونه في مجالات أدبية مختلفة، مقالة، خاطرة، قصة، قصيدة، وغيرها من الأجناس الأدبية، ومن ثم إخراجها في مطبوعات خاصة، أو نشرها عبر إصدارات النادي الدورية، لتعريف القارئ بإبداعات هذه الفئات وما يكتبونه من أدب، قال المحمود: هذه الفكرة تُعَد هاجساً لدى مجلس إدارة النادي، إذ قمنا مؤخراً بالتواصل مع جمعية كفيف، وجمعية الصم، وذلك لتزويدنا بمجموعة من الأعمال لموهوبين من هاتين الفئتين اللتين نعتز بخدمتنا لهما، إذ سيقوم النادي خلال الفترة المقبلة في تقديم إصدار صغير، نضعه بين أيدي زوار النادي قريباً.