هاني سالم مسهور
أعادت استقالة دولة الرئيس سعد الحريري حزب الله إلى المربع الأول الذي لم يستطع تجاوزه فهل ولاء الحزب للبنان الدولة أم ولاءه للولي الفقيه في إيران؟ استقالة الحريري التي ستدخل منعطفات سياسية دراماتيكية منذ أن يصل إلى لقاء الرئيس عون في بعبدا وستضع عون أمام أيضاً ذات الاستحقاق الوطني اللبناني فهل الولاء عند الرئيس عون للبنان أم لمعسكر ما يسمى المقاومة المرتمي في أحضان طهران.
التحولات في المنطقة ليست طارئة بل هي امتداد للتغيير السعودي منذ إعلان السعودية في مارس 2015م الاستجابة لطلب الشرعية اليمنية التدخل لإيقاف الانقلابيين في اليمن، كانت تلك اللحظة هي التحول وكان على الكثيرين النظر إلى تغيير سعودي له أهدافه المعلنة التي ترفض التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية هذا النهج حدد كافة المسارات في المنطقة وعليها فإن المواقف المضطربة عند الأطراف المحسوبة على إيران لن تنتهي ما لم تبدأ عملياً بالخروج من عباءة السياسة الإيرانية.
موقف الرئيس اللبناني ميشيل عون لم يخرج عن دائرة الاضطراب فلقد وجد نفسه مُرغماً أن يدافع عن حزب الله بعد أن وجد نفسه أمام محددات استقالة الحريري فأما أن يكون لبنان سيد نفسه أو أن يكون لبنان تابعاً لإيران!، من هنا يأتي اضطراب عون ومن هنا خرج يدعي باختطاف الحريري وعندما أفاق من الصدمة بوجود الرئيس الحريري في باريس بل وفي ضيافة الرئيس ماكرون في الإليزيه اصطدم ببيان وزراء خارجية الدول العربية الذين اعتبروا حزب الله منظمة إرهابية هنا تكتمل الصدمة ويتذكر الرئيس عون أنه جاء إلى بعبدا عبر تفاهمات قامت على أساس واضح هو (النأي بلبنان).
يستطيع حسن نصر الله أن يمارس الكذب ويدعي عدم تدخله في إمداد الحوثيين بالسلاح أو بالخبراء العسكريين يستطيع أن يواصل هذا الكذب لتضليل جماهيره في الضاحية الذين قطع عنهم بث مقابلة دولة الرئيس سعد الحريري، ويستطيع كذلك إدعاء أنه رأس الحربة في الحرب على الإرهاب في سوريا ولكن لا نستطيع أن ننسى أن حزب الله عقد صفقة الخزي والعار مع تنظيم داعش الإرهابي في أغسطس 2017م وقام بنقل الدواعش من لبنان إلى البوكمال التي يدعي فيها أنه انتصر على داعش فيها.
إما (لبنان أو حزب الله)، وإما (اليمن أو الحوثيين) لن تقبل الشعوب العربية الارتهان إلى أذرع إيران تحت ادعاءات الخديعة والمكر فالسلاح الذي يدعي حسن نصر الله وعبدالملك الحوثي وغيرهما أنه موجه لإسرائيل وجدناه يقتل المدنيين السوريين والمدنيين اليمنيين بل ويعتدي على اللبنانيين كما حدث في 2008م، الادعاءات باستخدام السلاح ضد الدواعش هي كاذبة وافتراء كامل فلم يواجه الحوثيين داعش في اليمن إطلاقاً فهذه محافظة البيضاء التي هي تحت سيطرة الحوثيين واحدة من أكبر معاقل الإرهاب في العالم لم يطلق فيها الحوثي رصاصة واحدة بل هناك تنسيق بين الطرفين، فالإرهاب له أذرعه منها حزب الله وداعش والقاعدة والحوثيين فالكل مجرد أذرع إرهابية مأمورة من الحرس الثوري الإيراني.