أ.د.عثمان بن صالح العامر
أحياناً وإن كان الحديث حديث مجالس- والمجالس كما هو معروف أمانات، ولها خصوصيتها وسريتها المطلقة- فإنك ترى أن في بعض ما جاء فيه ما يمكن اعتباره ملكا للجميع، وحق الآخرين المتابعين لإيقاع ما يدور ويقال في ذات الموضوع المتحدث فيه أن يعرفوه ويتأملوا في مضامينه.
لقد كان حديث ذلك المساء -الذي شُرفتُ فيه بالحضور ومن ثم التعرف على طرف من رؤية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل نحو تسريع خطوات التنمية في المنطقة، والإسراع في تطويرها- أقول إن ذلك الحديث الشيق الماتع كان محل تفكير مني طويل، وتأمل شخصي عميق، وبعيداً عن الإطراء وسوق المديح الذي أول من يمقته ويرفضه سمو الأمير، ودون مقدمات وشروحات لا يسمح حيّز المقال بها، أطرح هنا أهم ما جاء في ثنايا ذلك اللقاء من بيان شافٍ وكافٍ لأركان التنمية الحائلية، ومكونات التطوير المستقبلي في هذه المنطقة العزيزة، قاصراً القول في مقال اليوم على «التفاؤل» الذي عده أميرنا المحبوب الشرط الأهم في الانخراط الفعلي لإنجاز مشاريعنا التنموية العامة منها والخاصة.
لقد ذكر سمو الأمير عن نفسه أن لديه كمية تفاؤل كبيرة بمستقبل مشرق ومتميز للوطن عامة ولمنطقتنا محل الحديث خاصة، وهذا التفاؤل مهم -في نظري- لكل قائد منجز يفيض به على من حوله ممن يعملون معه وتحت قيادته، ومبعث التفاؤل لدى سموه الكريم:
- الثقة بالله أولاً ثم بالقيادة الحكيمة التي تولي جميع مناطق المملكة جل اهتمامها، (وليس سراً أن أقول لكم إن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين يتابع خطوات التنمية الحائلية خطوة خطوة، ويدعم ويساند ويحفز ويشجع كل مبادرة من شأنها المضي قدماً نحو تكامل لَبِنات التحول الوطني المنشود في هذا الجزء من الوطن).
- وجود رؤية وطنية ومناطقية تقيّم وتراجع من قبل فرق مختصة بين الفينة والأخرى.
- تفاعل الوزراء وترحيبهم بكل مبادرة نوعية تطرح ونرحب بتنفيذها في المنطقة.
- كون حائل مؤهلة -بما تملكه من موقع إستراتيجي متوسط، ومقومات طبيعية آسرة وأخاذة، وبنى تحتية جيدة نسبياً- أن تحقق التميز، ويسطر على أرضها ملحمة نجاح تنموي فريد.
- إنسان المنطقة المتفاعل إيجابياً مع منجزات التنمية، الذي يتسم بأخلاقيات مبجلة عند الجميع وفِي العرف الإنساني على الإطلاق، عرفت عنه تاريخياً وما زال متمسكاً بها ومحافظاً عليها حتى اليوم، وفي ذات الوقت تجده تواقاً ومتطلعا إلى التطوير الذي لا يخرق سياج القيم ولا يتعارض مع مسلمات الدين والعادات والتقاليد الموروثة، وينشد باستمرار الخير والتقدم لمنطقته ووطنه المحب له والمتفاني في خدمته، وهذا طبعا عامل نجاح متى ما وظف التوظيف الأمثل الصحيح.
- وأضاف حفظه الله إلى كل ما سبق قوله: «يمكن أن من أسباب التفاؤل عندي شخصياً بشكل كبير أنني أعلم كثيراً من المشاريع المستقبلية التي تنتظرها حائل في غضون سنوات معدودة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، وفي جميع مجالات التنمية خاصة الصناعة والزراعة والصحة والنقل والسياحة والتعليم، ستكون هذه المنجزات الوطنية من مصانع ومشاريع وإنشاءات وبرامج نقلة نوعية بامتياز، لن أتحدث عنها الآن، وإنما قريباً سيأتي اليوم الذي سيكون الجواب فيه: «ما نراه» فالخير قادم بإذن الله، وبلادنا بلد خير ونماء وعطاء دائم، فضلاً عن كونها أرض أمن وأمان ووطن إسلام وسلام».
- أترك الحديث عن بقية الأركان واللبنات لحبر الثلاثاء إن شاء الله، وقبل أن أختم مقالي هذا أعتذر لسمو الأمير وللقارئ الكريم إن كان فيما أوردت ضعف في النقل والرواية، فاعتمادي بعد الله فيما سطرت على ذاكرتي التي أضناها الإرهاق وأعياها التعب وشاخت مع كَر الجديدين «الليل والنهار» وضعفت بتقادم السنين، فالحمد لله على كل حال، وفي ذات الوقت أشكر وأثمن وأقدّر لسمو الأمير إذنه لي في الكتابة عَمَّا هو في الأساس حديث مجالس وحقه الحفظ والكتمان كما هو معلوم. دمتم بسلام، وتقبلوا صادق الود والسلام.