عبدالواحد المشيقح
لم يكن وضع الهلال في لقائه بذهاب نهائي دوري أبطال آسيا مع واوراوا الياباني .. سوى نسخة مُكررة من لقاءاته الحاسمة في البطولة .. فالمشهد يتكرر بكل تفاصيله الصغيرة قبل الكبيرة .. فالهلال يندفع للأمام بشكل مُبالغ فيه .. باتباع أسلوب هجومي دائم .. فيُعرض شباكه للاهتزاز .. ثم بعد ذلك تتلخبط أوراقه .. ويدخل في إشكالية تعديل النتيجة .. !
دعونا نتحدث بعيداً عن ضياع الفرص الكثيرة التي لا تُهدر .. ولا عن الحظ العاثر وتسيد الهلال للقاء .. وبعيداً عن قناعات دياز بأنّ الفريق سيطر على كافة مُجريات المُباراة .. ولا عن قناعاته بإشراك مُختار وهو الغائب عن الانسجام مع المجموعة .. !
فلقد لعب الهلال بتوتر وشد عصبي .. وشحن نفسي زائد .. وانعكس ذلك بشكل واضح على عطاء اللاعبين .. فالعصبية والتسرع في الأداء كانت أبرز سمات الفريق .. وما يُعزز ذلك الرأي هو نيْل لاعبيه لسبع بطاقات صفراء لا مُبرر لها.. بل إنّ جميعها كان بالإمكان تجاوزها «لو» أنّ التهيئة النفسية كانت حاضرة بشكل صحيح .. !
ورغم أنه وضح للهلاليين في أكثر من مشهد إمكانية الوصول لمرمى «أوراوا» بكل سهولة .. وأنهم قادرون على الكسب وبنتيجة تاريخية .. لكنهم لم يكونوا في وضع نفسي يُهيئ لهم معرفة ذلك .. فابتعدوا عن التركيز والهدوء.. ولجأوا للتسرع والاندفاع ..الذي كاد يُفقدهم النقاط كاملة ..!
صحيح أنّ الهلال يملك الأسلحة الهجومية الجيدة .. ولاعبوه يعشقون الطريقة الهجومية بالفطرة .. لكن الصحيح أيضاً أنك يجب أن تُفرق بين مباراة حاسمة وبين أخرى يُمكن تعويضها .. وللأسف أن الطريقة الهلالية لا تتغير عند مُواجهته لمتذيل الترتيب في الدوري أو عند لعبه نهائي القارة ..!
اتباع الأداء الهجومي المُستمر جعل لاعبي الهلال يُرهقون أنفسهم بالجري بصورة مُبالغ فيها .. فالركض الدائم لم يحفظ لهم التوازن المطلوب ولم يوفر لهم المخزون اللياقي الذي شاهدنا كيف «نفذ» في الشوط الثاني من اللاعبين بسبب عدم توزيع مجهودهم على مدار الشوطين .. وهذا ما جعل التركيز أيضا يغيب وتضيع فرص سهلة على الفريق ..!
للهلال فرصة أخرى من خلال لقاء الإياب .. وتلك الفرصة برأيي لن تكون صعبة المنال .. فالهلال من حيث الإمكانات الفردية .. أفضل وبمراحل من مُنافسة .. وهو الأكثر تكاملاً .. والأميز نجوماً رغم غياب ادواردو.. والأزرق وإن خسر بالتعادل .. فإنه قادر على التعويض شريطة الأخذ بالاعتبار كافة الدروس من لقاء الذهاب .. والتعامل مع اللقاء القادم بشكل صحيح .. وبتركيز وتعامل منهجي ومنطقي مع مثل تلك اللقاءات .. وتكتيكاً يتبدل حسب ظروف اللعب .. وكفاح وجد وروح على مدار الشوطين ..!
كُلنا أمل بنجوم مُمثلنا بتقديم المُستوى الذي يليق بهم .. فثقتنا وثقة الجماهير السعودية بهم وبإمكاناتهم كبيرة .. فقد تعوّدنا من لاعبي الهلال أن يكونوا أهلاً للمسئولية .. وتعوّدنا منهم أن يتجاوزوا كُل الظروف مهما كانت .. كُل الأماني لممثلنا إضافة مجد جديد لكرتنا السعودية .. !
بقايا
- من خلال الجولة الماضية وضح تحسن أداء بعض الفرق واستفادتها من فترة التوقف فيما هُناك فرق مستواها تراجع للأسوأ ..!
- رغم أنّ جزائية هزازي التي أهدرها أمام الأهلي أضاعت على فريقه نقاط المُباراة، إلا أنها يجب أن تكون دافعاً له لتقديم نفسه بشكل أفضل لا أن يكون العكس ..!
- نايف هزازي من المُهاجمين المُتميزين أتمنى أن يعود إلى كامل عافيته.
- بروحة العالية وأدائه المُتطور يُثبت خالد الغامدي بأنه واحد من أهم اللاعبين في فريق النصر .
- التعاون وبالذات في الشوط الثاني في لقاء الأهلي ظهر بصورة أكثر من جيدة، وكان الأقرب للفوز لولا عدم استثمار الفرص السهلة ومنها بكل تأكيد ضربة الجزاء ..!
- على لاعبي التعاون أن يُدركوا جيداً بأنهم فرطوا في نقاط كُثر بعدد من مُبارياتهم كانوا الأحق بها من غيرهم، ولذا عليهم مُضاعفة جهودهم لتعويضها فهم قادرون على ذلك .
- رغبة إدارة الرائد شراء عقد محمود عبد لرازق «شيكابالا» خطوة موفقة خاصة بعد المُستويات الجيدة التي يُقدمها اللاعب ..!
- تأخر إدارة الباطن في تسليم لاعبها جورجي سيلفا مُستحقاته المالية دفعه «للهروب»، اللوم يقع على إدارة النادي وليس على اللاعب، فالنظام يكفل له فسخ عقده في حال التأخر بصرف الرواتب..!
- عشمنا كبير في جماهير النصر للحضور في لقاء الاتحاد فدخل المباراة سيكون لسالم مروان «شافاه الله» وهو نجم كبير يستحق الوفاء من الجميع .