عثمان أبوبكر مالي
في سجل تاريخ الكرة السعودية (قصة تاريخية) مسجلة في أسفاره بمداد من ذهب تستحق أن تروى، هي قصة حصول فريق الاتحاد لكرة القدم على أول بطولة يحققها فريق سعودي، في دوري أبطال آسيا بنسخته المطورة والحديثة (الحالية) وذلك عام 2004م ليصبح ثاني فريق في القارة العجوز؛ يحقق اللقب بهذا المسمّى (وفق سجلات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم) بعد فريق العين الإماراتي (الشقيق) صاحب اللقب الأول الذي حققه عام 2003م بعد فوزه على فريق (تيروسوساتا التايلندي)
مشوار الفريق الاتحادي في (البطولة الخالدة) رغم ما فيه من قصص وحكايات في كل الأدوار، كان من أهمها وأقواها، روايته في نصف نهائي البطولة، عندما قابل فريق (تشونبوك هيونداي موتورز) الكوري الجنوبي في مباراة الذهاب في جدة، واستطاع هزيمته (2/1)، لكنه كاد يغادر بعدها البطولة بعد أن تأخر(صفر/2) في مباراة الإياب في كوريا، قبل أن يتمكن من تعديل النتيجة، وسجل هدفه الثاني عند الدقيقة (89) مدافعه أسامه المولد (مدير الفريق حالياً) ليتأهل إلى النهائي التاريخي.
النهائي التاريخي كان حكاية، وقصة من قصص الخيال في كرة القدم، إذ خسر الفريق مباراة الذهاب على أرضه إمام فريق كوري آخر قوي هو(سونجنام الهوا تشونما) في مباراة الذهاب في جدة وبثلاثة أهداف مقابل هدف (سجله رضا تكر) وكانت تلك النتيجة تعني أن حظوظ النمور في البطولة تقلصت بشكل كبير جدا، ان لم تكن (انتهت) تماماً، وأذكر أنني سألت في ذلك الوقت كثير من الاتحاديين، ومن القريبين جداً من الفريق عن توقعاتهم، فكان أعلاهم تفاؤلاً، يعتقد أن الفريق يمكنه الفوز في كوريا لكن البطولة (ذهبت) للكوري، غير أن لاعبي الفريق يتقدمهم (الكابتن) حمزة إدريس ونجومه الكبار،كان لهم رأي آخر، فقد كانت نظرتهم وتفكيرهم وشعارهم (نحن رجال ونستطيع أن نرد الهزيمة على أرض الخصم وبين جماهيره)، لكن تحقيق ذلك يحتاج إلى إصرار كبير وتكاتف قوي وعزيمة عالية و(اتحاد) من اللاعبين جميعاً و(فعل حقيقي) يُجسد أداءً وعطاءً على المستطيل الأخضر وهو (ما تعاهدوا) عليه قبل الذهاب إلى كوريا، وساعدهم في ذلك قرار حاسم اتخذته إدارة النادي لإحداث (صدمة) إيجابية وقوية في الفريق، تمثلت في إلغاء عقد مدربه الكرواتي (توميسلاف أيفيتش) وتعيين مساعده ومواطنه (دراغان تالافيتش) مدرباً، وكان ذلك الوقت (مدرباً شاباً) وقريباً من عمر كبار لاعبي الفريق، أما الصدمة الثانية؛ فكانت تغيير المدرب طريقة لعب الفريق في المباراة وبعض عناصره الأساسية ومراكزهم أيضاً، وقد شاركه في وضعها النجم الكبير حمزة إدريس (بعد اجتماع مغلق) وفي الملعب تغير شكل الفريق لعباً وروحاً، وقدم اللاعبون (ملحمة) كروية تاريخية وأداءً عجيباً مغلفاً بالعزيمة والإصرار، واستطاعوا التقدم بهدفي الشوط الأول من رأس تكر، وقدم البرق، ليؤكدوا التفوق والفوز بتسجيل ثلاثة أهداف أخرى في الشوط الثاني، ويقضوا على أحلام الفريق الكوري، ويحققوا فوزاً كبيراً وتاريخياً، مدون في (مسيرة البطولة) عند الاتحاد القاري أنها (البطولة التي لا تنسى)!
كلام مشفر
« ننتظر أن تكون الكرة السعودية على موعد مع ملحمة أخرى وبطولة آسيوية جديدة لا تنسى، بأقدام لاعبي الفريق الهلالي، في إياب النهائي المنتظر أمام فريق (اوراوا ريدز) الياباني يوم السبت القادم، على ملعب (سايتاما 2002) بسايتاما.
« المهمة التي تنتظر لاعبي الزعيم في سايتاما صعبة جداً، لكنها ليست مستحيلة إطلاقاً، والمطلوب في المباراة أقل مما واجه وما كان مطلوباً من لاعبي الاتحاد في مباراة سونجنام التاريخية، فهدف واحد مع الحفاظ عليه، يكفي، وبإمكان لاعبي الهلال أكثر من ذلك، بإمكانهم جعلها مباراة تاريخية فوز ونتيجة كبيرة وتحقيق البطولة.
« الياباني (تكافا فومي هوري) المدير الفني لفريق اوراوا تفوق على المدير الفني لفريق الهلال السيد (رامون دياز) في الشوط الأول من مواجهتي النهائي، خاصة في الحصة الثانية من الذهاب، وبعد أن قدم الهلال في الحصة الأولى وأهدر العديد من الفرص المتاحة، لم يستمر في الحصة الثانية فخسر بالتعادل.
« لم يكن من الممكن ان تكون هناك صدمات قبل المباراة في الفريق الهلالي، وأرجو أن لا يكون غياب ادواردو صدمة عليه، لكن المرجو أكثر أن يستطيع مدربه إحداث (صدمات) إيجابية وعنصر مفاجأة في الفريق من خلال العناصر والأدوات التي يملكها ويتفوق بها على منافسه القوي الذي سيكون مدعوماً بجمهور شرس.. بالتوفيق لممثل الوطن والغرب الآسيوي.