د.عبدالعزيز الجار الله
تحدث عبر القنوات الفضائية قبل أيام نائب رئيس هيئة السياحة والتراث الوطني د. علي الغبان عن مرحلة غامضة من تاريخ الجزيرة العربية وتحديداً في السعودية هي مرحلة المنشآت الحجرية التي تعود في أبعد حدود لها العصر الحجري (الحديث) قبل 8000 سنة، والعصر البرونزي قبل 5000 سنة كما ذكر د. الغبان في الحوار التلفزيوني، أما لماذا فلأن المنشآت الحجرية منتشرة على معظم المرتفعات:
- الجبلية.
- الحافات.
- الهضاب.
- الحرات.
والمنشآت الحجرية متشابهة من حيث كونها: مقابر ركامية، منشآت حجرية هندسية، مذيلات، أعمدة منصوبة. ولها أكثر من وظيفة: مدافن، علامات طرق، مرتبطة بالنجوم والأبراج، منشآت مائية، حدود للأحمية والمستوطنات والقبائل.. وهي أيضاً ظاهرة عالمية في العديد من دول العالم تجدها في شرق آسيا وفِي أمريكا الجنوبية، وفِي أوروبا وإفريقيا وليست خاصة في جزيرة العرب حتى يمكن تحليلها في هذا الإطار، والبحث في أسباب تعبدية ومعتقدات قبل الإسلام، لذا تكون المسؤولية صعبة على هيئة الآثار كمؤسسة، وعلى د. علي الغبان كمسؤول وباحث في الغوص والتحليل والجزم بهذه الآلاف من المنشآت ذات الصفات والسمات المتشابهة مع حضارات أمامية لذا كانت إجابة د. الغبان واعية ومستوعبة حجم الصعوبة بقوله تخصيص برنامج عمل لهذا الغرض يرصد ويسجل ويحلل.
ما هو مطلوب اجتماعياً؟..
- المطلوب الوعي الاجتماعي الشامل: لأن جبال وحافات وهضاب وحرات المملكة لا يمكن وضع حراسات أمنية عليها وهو من المستحيل.
- وقف الزحف الزراعي غير المبرر وهدر الأموال والمياه على مزارع غير مجدية.
- وقف الإفراط في قضم الجبال بسبب التعدين وبيع الأحجار فوق الحاجة.
الآثار من المكونات العامة التي تعمل على التوازن البيئي وليس فقط كقيمة ثقافية، تدمير المحيط بما فيها الآثار هو ضياع للهوية الثقافية ومحو الشواهد والمظاهر الجغرافية من جبال وهضاب وتشوية للحرات الطبيعية والسهوب الرعوية الموسمية وغيرها التي تعتمد على الأمطار.
لذا تنبيه د. الغبان لعدم تدمير المنشآت الحجرية فوق الجبال، جاءت ربما نتيجة ملاحظات ومشاهدات لما يتوقع أن يكون هناك هجمة قوية لقضم الجبال واستخدامها في مشروعات الطرق والتعمير والصناعات.