جاسر عبدالعزيز الجاسر
لم تكن الجماهير العربية تطلب أكثر مما تمخض عنه الاجتماع الأخير لمجلس جامعة الدول العربية الذي التأمَ في القاهرة على مستوى وزراء الخارجية العرب، فرغم قراراته الخمسة عشر، إلا أنه يُعدُ «أضعف الإيمان» مقارنة بما تتعرض له الدول العربية من خطورة التمدد الإيراني وأذرع ملالي إيران التي تحتل دولتين وتسعى لاحتلال دول أخرى وتثبيت نفوذها وتحويله إلى احتلال في دولتين أخريين.
رضا الجماهير العربية عن قرارات المجلس الوزاري العربي رغم اعتبار العديد من المراقبين بأنها الحد الأدنى مما يجب اتخاذه لمواجهة عدوان إيران وسعيها لفرض نفوذها على العرب واحتلال عدد من دوله وتهديد أمنه بل وحتى وجود دول أخرى، مرد الرضا هو الإجماع العربي على تبني البنود الخمسة عشر للبيان الختامي للمجلس الوزاري رغم تحفظ لبنان على بند «وسم حزب الله اللبناني بالإرهاب» وإدانته بالعمل بنشر الإرهاب والعمل ذراعاً إرهابياً للنظام الإيراني.
العرب جميعاً يعرفون أن لبنان ليس سيد قراره، ومع أن ما اتخذه وزراء الخارجية العرب سيساعد المخلصين والشرفاء في لبنان الذين يتصدون لما يقوم به النظام الإيراني عبر عملائه وفي مقدمتهم حزب الشيطان الذي يقوده العميل الأول لملالي إيران الملا حسن نصر الله، وأن تلك القرارات تؤسس لأرضية عربية لمواجهة التخريب الإيراني والتصدي لأذرع ملالي طهران الإرهابية، كما أنها تتوافق مع التوجه الدولي لوضع حد ما يقوم به النظام الإيراني الموسوم من جميع الدول سوى دائرة ضيقة، بأنه النظام الداعم الأول للإرهاب، وأن إيران تدار من قبل نظام وحكومة تصدر الإرهاب لكل دول العالم وفي مقدمتها الدول العربية التي تعاني منه، وأن دولتين محتلتين من قبل إيران من خلال وجود قوات تأتمر بما يصدر إليها من تعليمات من طهران وهي لبنان وسوريا، ودولتان تقاومان الاحتلال الإيراني وهما العراق واليمن. بالبنود الخمسة عشر التي تضمنها البيان الختامي للمجلس الوزاري العربي تكون الدول العربية قد وضعت الأساس لتحرك عربي على الساحة الدولية لمواجهة العدوان الإيراني، وقيمة ما اتخذ في القاهرة أنه يتوافق مع ما يبحث ويخطط دولياً ومن قبل دولتين مهمتين على المستوى العالمي وهما الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية فرنسا العضوان الدائمان في مجلس الأمن الدولي، فالرئيس الأمريكي ترامب اتفق مع الرئيس الفرنسي ماكرون على ضرورة العمل مع الحلفاء لمواجهة أنشطة النظام الإيراني وذراعه الإرهابي حزب الله المزعزعة للاستقرار في المنطقة.
ترامب وماكرون سيجدان في قرارات المجلس الوزاري العربي والمتخذة بإجماع سنداً قوياً يدعم جهودهما في مواجهة إرهاب النظام الإيراني وأذرعه الإرهابية، كما أن اتفاق وزراء الخارجية العرب على اتخاذ قرار متدرج بإحالة ملف «تدخلات إيران في المنطقة والتهديدات التي تشكلها عبر أذرعها الإرهابية وصواريخها التي ترسل إلى مليشياتها الإرهابية والتي تطلقها على الدول العربية، إذ سوف تبدأ المجموعة العربية في مجلس الأمن بإطلاع الهيئة الأممية على القرار العربي الذي يرفض التهديدات الإيرانية وتدخلاتها في الدول العربية وعملها المتواصل لتخريب الاستقرار وتهديد الأمن والسلام في المنطقة العربية. التحرك العربي في الأمم المتحدة سيسند التحرك الأمريكي الفرنسي والذي ستنضم إليه دول عربية بعد أن يعوا خطورة ما يقوم به النظام الإيراني وميليشياته الإرهابية من أعمال عدائية واستفزازية تهدد الأمن والسلام الدولي ومن ضمنها إطلاق الصاروخ الباليسيتي الإيراني الصنع من الأراضي اليمنية بواسطة الميليشيات الحوثية تحت إشراف وتدريب عناصر من الحرس الثوري الإيراني وحزب الشيطان اللبناني.