إبراهيم عبدالله العمار
تقول أبحاث إن الشخص العادي لديه قرابة 50 ألف فكرة كل يوم!
وفي كل منها يفرز الجسم مواد كيميائية يشعر بها جسمك. هل تتخيل ما يحدث لو أن هذه الأفكار كلها سلبية؟ ماذا سيحدث لنفسيتك وصحتك؟ هناك رابط شديد القوة بين الشعور والتفكير، حتى إن أحد أشهر أساليب علم النفس وهي مدرسة العلاج السلوكي المعرفي تؤسس نفسها على هذه الفكرة، أي أن مشاعرنا نتيجة لتفكيرنا، وتبحث عن طرق لشفاء الاكتئاب والقلق والمشكلات النفسية عن طريق تغيير التفكير.
المشكلة أنك بسبب كثرة تفكيرك فإنك صرت تفكر وأنت لا تشعر، كالتنفس، فربما لا تعرف عن تأثير أفكارك على شعورك في كل ساعة في يومك، وطبعاً يستحيل مراقبة تأثير كل منها بلا استثناء، وأهمها هي التي تجعلك تتكلم مع نفسك، مثل «يجب أن أستعد للمقابلة» أو «أتطلع للعشاء مع فلان الليلة»، لكن حديث الذات السلبي يضرك وقدرتك على إدارة ذاتك إدارة تجعلك شخصاً سوياً مطمئناً، وهذا الحديث السلبي غير واقعي دائماً ويمكن أن يهوي بالشخص إلى دوامة سلبية تهزمه وتبقيه في القعر. عند بعض الناس -كالمكتئبين- فإن تلك الآلاف من الأفكار تكون غالباً سلبية! من يطعن نفسه 50 ألف مرة يومياً بخناجر الأفكار المسمومة هل تستقيم حياته أو حياتها؟
تحكّم بكلام الذات هذا، وفيما يلي أكثر حديث الذات السلبي شيوعاً وكيف تقلبه لصالحك:
(1) حوّل «أنا دائماً...» أو «أنا لا...أبداً» إلى «هذه المرة فقط» أو «أحياناً». تصرفاتك تخص الموقف الذي أمامك، مهما ظننت أنك مستمر على منوال معين من إساءة التصرف. اجعل أفكارك تتبع هذه الفكرة.
(2) بدلاً من عبارات انتقادية مثل «أنا غبي» استخدم عبارات واقعية مثل «لقد أخطأتُ». الأفكار التي تَسِمك بسمةٍ قاطعة لا تترك مجالاً للتحسّن.
(3) اقبل مسؤولية أخطائك، وأنه لا ملوم غيرك، لكن بلا تجريح لنفسك. لعبة اللوم وحديث الذات السلبي مقترنان دائماً. إذا كنت ممن يلوم غيره فأنت غالباً مخطئ.