فضل بن سعد البوعينين
مخطيء من يعتقد بشرعية ميليشيا حزب الله؛ كحزب وطني ضمن منظومة الأحزاب الوطنية اللبنانية. فالحزب لا يعدو أن يكون ذراعا إرهابية ومالية للنظام الإيران؛ يحقق أهداف «الولي الفقيه» التخريبية ليس في لبنان فحسب؛ بل وفي جميع الدول العربية؛ والعالم أجمع. إضفاء صفة الحزب السياسي على ميليشيا تقدم مصالح دولة أجنبية على المصالح الوطنية؛ وتتدخل في شؤون الدول العربية؛ وتشارك في العمليات الحربية التي تستهدف السعودية على وجه الخصوص؛ وتمارس أعمالاً إرهابية؛ وعمليات مالية قذرة؛ فيه الكثير من التجاوز القانوني والدولي.
وزير الخارجية السعودي؛ عادل الجبير؛ اتهم «حزب الله» بخطف الدولة، وإعاقة عمل الحكومة اللبنانية؛ وانخراطه في تهريب المخدرات والأموال؛ وارتهانه النظام المصرفي اللبناني؛ وهي تهم أكدتها أحكام قضائية دولية كبدت الحزب غرامات مالية ضخمة؛ وتسببت في توقيف عناصره في أمريكا وأستراليا وبعض الدول الأوروبية؛ وأضرت بسمعة لبنان وقطاعه المصرفي، الذي تلقى ضربة موجعة بتصفية «البنك اللبناني الكندي» على خلفية غسل أموال «حزب الله» وتحوله إلى مركز لإدارة أموال الحزب واستثماراته وغسل أموال المخدرات.
ولعلي أذكر ببعض القضايا التي أدين بها حزب الله؛ ومنها قضية «البنك اللبناني الكندي» الذي تمت تصفيته من قبل وزارة العدل الأمريكية بعد إدانته بإدارة أصول الحزب وغسل أمواله؛ إضافة إلى التسوية في قضية غسل أموال اتهمت فيها مؤسسات مصرفية لبنانية، ودفعت بموجبها ما يقرب من 822 مليون دولار.
وفي أستراليا تعرض الحزب لضربة موجعة نتج عنها تفكيك شبكته الخاصة بتبييض الأموال المرتبطة بعشرين دولة حول العالم؛ ومصادرة أصول قدرت قيمتها بـ 510 ملايين دولار أمريكي. وفي الخليج تم إدانة شبكات حزب الله في البحرين والسعودية والكويت؛ وصدر قرار مجلس التعاون الخليجي بتتبع أنشطته التجارية واستثماراته الآلية وتصفيتها.
كتبت غير مرة عن انخراط مصارف وشركات مالية لبنانية في عمليات معقدة لغسل أموال حزب الله؛ ومنها أموال المخدرات؛ وأشرت إلى إمبراطورية حزب الله المالية في الخليج. يبدو أن تغير الإستراتيجية الأمريكية تجاه النظام الإيراني؛ وحزب الله؛ ستسهم في فتح ملفاته المجمدة؛ وتقطيع أظافره ومحاسبته على جرائمه الإرهابية والمالية. تداعيات محاسبة «حزب الله» ستطال لبنان واللبنانيين؛ وبخاصة الاقتصاد اللبناني وقطاعه المصرفي والعملة المحلية. تجاذبات الأحزاب السياسية اللبنانية ومحاولة تغطية جرائم الحزب وتجييش القنوات الإعلامية لمهاجمة السعودية لن تحمي «حزب الله» من مصيره المرتقب؛ ولن تعفي لبنان من التداعيات المؤلمة التي حذر منها رئيس الحكومة المستقيل؛ سعد الحريري؛ وخبراء المال والاقتصاد والإعلاميين النزيهين في لبنان والذين جاهدوا من أجل معالجة الأزمة والدفع نحو نزع سلاح حزب الله ووقف مشاركته في الأعمال العدائية الموجهة ضد السعودية ودول الخليج والعالم العربي.
سيجد لبنان نفسه وحيدًا أمام عاصفة دولية مقبلة؛ وسيضطر للتضحيه بمقدراته وشعبه وأمنه ووحدته من أجل إنقاذ ميليشيا إرهابية همها الأول تحقيق أهداف النظام الإيراني بمعزل عن المصالح اللبنانية والعربية.