د. صالح بكر الطيار
اعتدنا في أعوام مضت وعقود انطوت على معارض متواصلة تظهر تراث السعودية وتاريخها في معارض ومنتديات وندوات ومناسبات مختلفة وقد تعرف العالم في مواقع عدة على مملكتنا وتاريخها ومقوماتها وفلكلورها ومواقع السياحة وغيرها الأمر الذي أسهم في التعريف بالمملكة في عدة مناسبات عالمية وكانت السفارات تنظم لمثل هذه الأنشطة بشكل مستمر ومتواصل.
ونحن في مرحلة حاسمة ومنعطف هام يتمثل في برنامج التحول الوطني والرؤية السعودية 2030 فإننا أمام تحديات كبيرة على مستوى العالم ومن المهم جدًا إيصال ماضي وحاضر الوطن للخارج ورسالة المستقبل إلى كل الدول وخصوصًا تلك التي تتطلع إلى تعاون مستديم ومتواصل مع المملكة وقد رأينا الزيارات الدولية التاريخية لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده إلى العديد من الدول وكانت في توقيت مهم ومرحلة تتطلب رفع مستوى التعاون والاتفاقيات وفتح قنوات متجددة من الاستثمار والاقتصاد الذي يعد بوابة أولى أمام العالم في مضمار التنافس والوصول للعالمية.
هنالك عدة أوجه للتعريف بالوطن وبثقافاته التي تسهم في تعريف الدول ومواطنيها بالفرص المتاحة في مجال الاستثمار والسياحة والتاريخ والتعليم والثقافة والتراث حتى يكون لنا مدخلا للتعريف الأمثل ببلادي حتى نراها ونلمس انعكاساتها في عيون العالم أجمع سواء على مستوى الحكومات وقد رأينا ولمسنا ذلك من خلال السمعة المتميزة للقيادة والوطن أمام العالم وعكست ذلك الحكمة والسياسة الرشيدة التي تتبعها القيادة ومواقفها العادلة والحاسمة أمام المتغيرات والتحديات.
المبتعثون والموظفون بالخارج وكل من لديه عمل أو تجارة أو مواطن في زيارة علاج أو سياحة مسؤولون عن نقل الصورة الحقيقية للوطن في الخارج ومؤتمنون على الحفاظ على هوية وطنهم التي تعد هوية لهم وأن يكونوا على مستوى التطلعات في كونهم مواطنين صالحين شرفاء ينقلون للعالم مستوى الفكر والحضارة والتعامل لدى الإنسان التي تتشكل في النهاية لتضع الفكرة الثابتة عن المواطن والوطن.
وعلى السفارات وأعضاء الوفود الوطنية الحكومية أو التابعة لقطاعات خاصة أو تلك التي تقوم بأعمال في الخارج أو مشاركات في مناسبات وعلى القيادات السعودية الممثلة للوطن أن يكونوا في مستوى طموح القيادة وأن تتشارك هذه الجهات سواء قطاعات أو أفراد في وضع خطط للتعريف بالمملكة ورؤيتها والتعريف بالأنظمة الخاصة بالاستثمار الأجنبي وأيضًا خطط الدولة التنموية ومواقفها الثابتة من قضايا العالم ووقوفها مع الشعوب والحكومات في المحن وغيرها. وأن تخطط لتنظيم مناسبات ومشاركات فاعلة وطنية عالمية متواصلة لتكون السعودية حاضرة باسمها وكيانها وتاريخها في كل الدول ليكون العالم على معرفة وتواصل فكري عن السعودية مما يجعلها وجهة للزيارة ومكانًا مفضلاً للزيارة وموقعًا مناسبًا للاستثمار والاقتصاد.