ناصر الصِرامي
معلومات ومؤشرات مهمة قدمها محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في المنتدى الإقليمي للتقييس -إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي-، صباح الأحد الماضي، من ذلك أن مستوى انتشار خدمات الاتصالات المتنقلة بين السكان بلغت 151% في 2016!
فيما تعد المملكة السعودية الآن أكبر سوق للاتصالات وتقنية المعلومات في الشرق الأوسط، حيث بلغ حجم الإنفاق نحو 35 مليار دولار بنهاية 2016.. وتتوقع الهيئة وصول الرقم إلى 36.8 مليار دولار في نهاية العام الجاري 2017، الذي لم يتبق منها سوى ستة أسابيع.
في نفس المنتدى أكد أيضًا الهيئة تعمل على صناعة التحول الرقمي لتكون السعودية دولة رقمية.. مشددًا على حرص المملكة على تطوير بنيتها التحتية لقطاع الاتصالات بشكل مستمر. فيما أشار إلى أن مستوى انتشار النطاق العريض عبر الشبكات المتنقلة بلغ 65 % في 2016.. والهيئة تسعى إلى وصول نحو 80 % من الألياف البصرية إلى المنازل بلغت نسبة مشاركة قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في الناتج المحلي 6 %.
وكان محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية عبدالعزيز الرويس، أعلن في وقت سابق حجم التجارة الإلكترونية في المملكة بلغ 30 مليار ريال في عام 2016. فيما أشار إلى أن الهيئة تعمل حاليًا على إطار تنظيمي للحوسبة السحابية بالتعاون مع الشركات الرائدة في هذا المجال.
نحن وهذا الأمل أمام صورة مثيرة لواقع المعلوماتية وصناعتها في المملكة، أمر كنا نتحدث عنه دائما في المناسبات والمقالات والحوارات، وجميعنا يدرك اليوم أن غالبية المجتمع السعودي هم من جيل الشباب، والغالبية العظمى بدأ وعيهم بمحيطهم ومراهقتهم مع بداية الألفية وجزء كبير ولد معها.
مجتمع لا يتخيل غالبية سكانه وجود حياة سابقة قبل الهاتف الجوال، ثم جزء آخر لا يتخيل مجتمعًا وأناسًا عاشوا بدون شبكة الانترنت وخدماتها وترفيهها، كما تطبيقاتها الآن.
هؤلاء توقعاتهم ورغباتهم من الخدمات المتطورة والبنية التحتية القادرة على تلبية احتياجاتهم اللحظية عالية، أي بنية تحتية متطورة لقطاع الاتصالات بالمجمل، لا تتوقف أبدًا عن التوسع والتطور. وإذا كنا نتحدث عن إنترنت الأشياء، والجيل الخامس G5- لشبكات الاتصالات، فإننا نتحدث عن سرعة يصبح فيها الافتراضي واقعي في تداخل مثير وملفات في الاستخدام والعرض والإثارة.
عالم مختلف تماما عما نعيشه اليوم، يجمع بين إنترنت الأشياء والذكاء الصناعي المبهر الذي يرسم معالم المستقبل للكون، ولمجتمعه العالمي الجديد...
وهذا كله بالمناسبة في جوهر رؤية 2030، والفكرة الأساس لمشروع «نيوم العملاق الذي أطلقه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، الذي يركز قطاعات استثمارية متخصصة في مستقبل الطاقة والمياه والتنقل ومستقبل التقنيات الحيوية والغذاء ومستقبل العلوم التقنية والرقمية ومستقبل التصنيع المتطور ومستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي ومستقبل الترفيه ومستقبل المعيشة الذي يمثل الركيزة الأساسية لباقي القطاعات...
مستقبل يحتاج بالتأكيد لبناء بنية تحتية قابلة للتطوير باستمرار لقطاع الاتصالات يمكن لها أن تكون أكثر تجاوبًا مع تطلعات الرؤية وتوقعاتنا وأحلامنا للريادة المعلوماتية في المستقبل، والمستقبل القريب جدا.