يوسف بن محمد العتيق
قضية علمية، ولها وجه تربوي... لو أتى طفل ونقل إليك خبرًا شاهده، هل تروى عنه بوصفه مصدرًا للخبر أم كون هذا الخبر صدر عن طفل صغير يجعله مصدرًا غير مقبول لعامل صغر السن؟
وعند البحث في المدونات التراثية تجد أن هذا الموضوع مبحوث ولم يكن مفغلا، ففي كتب الرواية القديمة كان حديثهم واضحًا أن القضية ليست مرتبطة بالسن، بقدر ما هي مرتبطة بالوعي الذي قد يحضر مع صغير السن، وقد يغيب أحيانا عن ابن الخامسة عشرة!!
فعلى سبيل المثال قابل طفل في الخامسة من عمره النبي الكرم عند حافة بئر، وحدث لهذا الطفل موقف طريف معه صلى الله عليه وسلم، وحينما توفي النبي وهو في السنة التي قابل الطفل فيها رسولنا الكريم، أي كان عمر الطفل خمس سنوات وروى قصته مع الرسول، وقد تقابلها المجتمع بالقبول وهو وفي الخامسة من عمره... وقد بنى العلماء على هذه القصة أن الطفل ابن الخامسة من عمره إذا روى خبر أو مشاهدة، فإنه يقبل منه ما دامت لديه عوامل إيصال الخبر.
وما ورد في هذه القصة يؤكد لنا أن عملية التفاعل مع حديث الطفل موضوع مهم تربوًيا وإعطاء الطفل دفعة معنوية كبيرة إذا سمع حديثه بعيدًا عن النظر كونه طفل، بل التعامل معه على أنه ناقل للخبر وينظر للخبر بموضوعية كاملة بعيدا عن عامل السن، فلو نقل إلينا طفلان خبرًا فهل المنطق يقول إن الأكبر هو الأصدق والأدق فيما ينقل أم أن نفعل قاعدة القدرة على نقل الخبر والدقة في توصيل المشاهدة؟