«الجزيرة» - حبيب الشمري:
كشف مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أمس، عن مشروع سعودي لتأهيل الشباب والشباب للحوارات العالمية، من خلال دورات مكثفة تصل مدتها إلى 90 يوما، بحيث يكونون قادرين على التفاعل مع الفعاليات الشبابية والحوارية حول العالم، معتمدين على المعلومات الموثقة عن المملكة، والمهارات التواصلية اللازمة، بالإضافة لدعم إنتاج أفلام قصيرة تعبر عن تراث وثقافة المملكة. وأعلن المركز أمس، إطلاق المبادرتين الجديدتين ضمن توجهاته المستقبلية في إطار رؤية المملكة 2030، وذلك بالتعاون مع مشروع سلام للتواصل الحضاري. وتستهدف الخطوة دعم الشباب وتأهيلهم وتمكينهم في مجالات الحوار والتواصل لبناء صورة ذهنية حقيقية وإيجابية عن المملكة في مختلف المحافل الدولية، ولتقديم منجزات المملكة الحضارية والنهضة التي تمر بها، وإبراز دورها الرائد في التعايش وبناء السلام العالمي.
من جانبه، قال لـ«الجزيرة» فيصل بن عبد الرحمن بن معمر الأمين العام للمركز والمشرف العام على مشروع سلام للتواصل الحضاري، إن المركز يعمل على الاستفادة من كل الإمكانيات المتاحة لتأهيل الشباب للحوار العالمي، من خلال تسليحهم بالمعلومة والمهارة اللازمة للتواصل مع نظرائهم في العالم، لتحسين صورة المملكة. ونفى ابن معمر أن يكون نهج المركز الدفاع أو الهجوم في قضية التواصل مع الآخر، بل يرتكز على المعلومة الصحيحة عن المملكة ودورها في الحضارة العالمية، والتأهيل اللازم في فنون التواصل والتشارك مع العالم أجمع.
من جانبه، شدد الدكتور فهد السلطان نائب الأمين العام للمركز والمدير التنفيذي لمشروع سلام للتواصل الحضاري، إن الإعلان عن المبادرتين يأتي ضمن الجهود المتنوعة التي يقوم بها المركز لتوضيح الصورة الحقيقية للمجتمع السعودي وللاستفادة من الدراسات التي قام بها مشروع سلام للتواصل الحضاري ومن خلال رصده لأبرز القضايا التي تثيرها بعض وسائل الإعلام الدولية بصورة مغلوطة عن المملكة، بما يؤثر على صورتها الذهنية في بعض دول العالم، وتم تطوير البرنامج بالتعاون مع أكاديمية الحوار للتدريب للاستفادة من خبراتها في مجالات التدريب على الحوار والاتصال، وبما تملكه من إمكانات ومدربين معتمدين في هذا المجال.
ووفق إعلان المركز فإن البرنامج يستهدف الشباب من الجنسين من الفئة العمرية 18- 35 عاماً، مبيناً أنه سيتم اختيار 50 مشاركاً ومشاركة كمرحلة أولى لإعدادهم وتأهيلهم عبر برنامج لمدة ثلاثة أشهر يتم من خلاله تدريبهم في مقر المركز أو في المواقع والجهات التي تخدم أهداف البرنامج على برامج التواصل والحوار بإقامة ورش عمل تدريبية ومناظرات عملية وزيارات ميدانية، إضافة إلى تزويدهم بنتائج الدراسات التي أجراها مشروع سلام للتواصل الحضاري والتي تعزز بناء الصورة الإيجابية عن المملكة، وفي نهاية التدريب يحصل المشاركون على شهادات دبلوم في مهارات الحوار والتواصل معتمدة من أكاديمية الحوار وبرنامج سلام للتواصل الحضاري. وسيكون التسجيل في البرنامج مفتوحاً لكل من تنطبق عليه الشروط ويرى في نفسه الأهلية والمهارات الخاصة بالبرنامج ومنها المبادرة وتحمل المسؤولية والقدرة على التحدث والثقة بالنفس، إضافة إلى إجادة لغات عالمية وامتلاك مهارات الحوار والتواصل وتوفر السمات القيادية، علاوة على المشاركة في أعمال تطوعية والقدرة على بناء العلاقات وقبول التنوع والطموح والاستعداد للتطوير الذاتي.
فيما يتعلق بمسابقة سلام للأفلام القصيرة جاء لتعزيز الصورة الايجابية عن المملكة والتي تمثل الواقع الحقيقي الذي تتمتع به بما يعكس صورتها الصحيحة في الخارج، بين المركز أن هناك مسارين للمشاركة في المسابقة، يشمل المسار الأول الأفلام القصيرة كمشاهد تمثيلية أو وثائقية قصيرة، فيما يشمل الثاني الرسوم المتحركة (إنيميشن)، وذلك عبر عمل مشون جرافيك أو رسوم متحركة.
وكشف المركز عن شروط المسابقة وأهمها أن تحمل معاني سامية لرسالة المملكة الإنسانية والحضارية، وأن تعكس واقعها الفعلي لتصل إلى العالم كله، معبرة عن الصورة الإيجابية الحضارية الشاملة في جميع المجالات من خلال ثلاثة محاور، يتناول المحور الأول وهو «رؤية وطن» إبراز مظاهر التطور والمنجزات التي تتميز بها المملكة العربية السعودية، ورؤية 2030 التي تتجه المملكة نحوها من أجل مستقبل مزدهر. بينما يكون المحور الثاني تحت عنوان «سفراء وطن» وسيكون موجّهاً للمبتعثين لتسليط الضوء على أبرز الأنشطة الإبداعية التي ساهموا من خلالها في المجالات المختلفة، مثل الأعمال التطوعية والثقافية، ودورهم في عكس صورة ذهنية إيجابية عن المملكة. أما المحور الثالث وهو «وطن متعايش» فيتضمن إبراز مظاهر الثراء والتنوع الثقافي ومظاهر التعايش والتسامح بين مختلف شرائح المجتمع.
وحدد المركز 22 فبراير القادم كآخر موعد لاستلام الأعمال المشاركة، فيما رصد جوائز مالية للفائزين تبلغ قيمتها 150 ألف ريال، حيث سيحصل الفائز بالجائزة الأولى على 50 ألف ريال، فيما يحصل الفائز بالجائزة الثانية على 40 ألف ريال، أما الفائز بالجائزة الثالثة فيحصل على 30 ألف ريال، في حين يحصل الفائز بالجائزة الرابعة على 20 ألف ريال، بينما يحصل الفائز بالجائزة الخامسة على 10 آلاف ريال، على أن تُعدّ الأفلام الفائزة بتلك الجوائز ملكاً لمشروع سلام للتواصل الحضاري؛ ويحق له استخدامها في أغراضه غير الربحية كافةً.