«الجزيرة» - سلطان المواش:
تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة تطلق الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة ملتقى (دور الخطاب الديني في حماية البيئة) في شهر يناير القادم 2018م بالمدينة المنورة، بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد؛ وذلك بهدف تعزيز البيئة من منظور إسلامي، بمشاركة نخبة من العلماء والخطباء والمعنيين بهذا الجانب.
وبهذه المناسبة عبَّر معالي الرئيس العام للهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة الدكتور خليل بن مصلح الثقفي عن شكره وتقديره لموافقة سموه على رعاية الملتقى، وحرصه الدائم على دعم الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، واهتمامه بكل ما يتعلق برفع مستوى العمل البيئي في المملكة، وتحقيق الأهداف التي تكمن في تعاليم الدين الحنيف الذي يحثنا على الحفاظ على البيئة، والمساهمة في الحد من تدهور الموارد الطبيعية ومنع التلوث.
وقد أكد معاليه أن الملتقى يأتي انطلاقًا من حرص الهيئة على تنفيذ ما ورد في النظام العام للبيئة في المملكة في فقرتَيه الثالثة والرابعة اللتين تنصان على (تقوم الجهة المختصة بدعم ومتابعة جهود الجهات المسؤولة عن الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في تعزيز دور المساجد من منظور إسلامي).
مشيرًا إلى أهمية التركيز على البُعد الديني في زيادة الوعي البيئي الوقائي، وتحريم الضرر والإفساد والتبذير والإسراف؛ ما يكفل حماية البيئة وصون الموارد الطبيعية وفق الضوابط التشريعية، وتوعية المجتمع من خلال خطاب ديني، يفصل معاني الإسلام العظيمة في الحفاظ على البيئة وصون مواردها.
وأضاف بأن الإسلام تناول البيئة بمفهوم شامل، وتعددت النصوص الدينية في القرآن الكريم والسنة النبوية التي وردت فيها أهمية العلاقة بين الإنسان ومحيطه، وهذا ما يصبو إليه الملتقى من خلال مشاركة ذوي النخب العلمية والدعاة والخطباء، وطرح أوراق العمل والمحاضرات التي تسوقنا إلى صيغ الخطاب الأمثل تجاه البيئة.
وأبرز معاليه اهتمام خادم الحرمين الشريفين بحماية البيئة، ووضعها في قمة أولويات المشروعات التنموية والاقتصادية السعودية. مؤكدًا أن صون البيئة وحمايتها من التدهور يظلان الهدف الأسمى في السياسات والاستراتيجيات التي تضعها الدولة في خططها التنموية. مشيرًا إلى أن المملكة تعمل ضمن المنظومة العالمية للحفاظ على البيئة، والاستفادة من التجارب البيئية التي يمكن أن تكون أداة فعّالة في العمل؛ ما يسهم في تكوين بيئة سليمة، تحافظ على المقدرات والمكتسبات في ظل تنامي عدد السكان، واتساع المدن والاختناقات الكثيفة.
وتنطلق محاور الملتقى من دلائل البيئة في القرآن والسنة النبوية، والتنمية المستدامة بالمنظور الإسلامي، وكذلك الأحكام الشرعية والقوانين البيئية في الإسلام، والمسؤولية المجتمعية والمنظور الإسلامي.
ويستعرض الملتقى الذي يستمر يومين أهمية تبني المبادئ الإسلامية في تنمية البيئة والمحافظة عليها، والتركيز على أهمية التوعية البيئية لأفراد المجتمع من خلال الدعاة وخطباء المساجد، وربط البُعد الديني في تناول القضايا البيئية، وتشجيع البحث العلمي في المجالات البيئية وعلوم الشريعة؛ لتتماشى مع القضايا البيئية المعاصرة، وتبني المنظور الإسلامي فيما يتعلق بالمسؤولية المجتمعية البيئية تجاه الإنتاج واستهلاك الموارد، والتشديد على أهمية توجيه البذل والعطاء لما فيه استصلاح البيئة واستدامتها، وأثر ذلك على الفرد والمجتمع، والتشديد أيضًا على دور التربية البيئية والتطوع في العمل البيئي وفق منظور إسلامي. كما يتناول الملتقى التعريف بالقضايا البيئية في المملكة، وسُبل معالجتها وتبسيطها بما يتناسب مع الدعاة والخطباء لإيصالها للمجتمع.
تجدر الإشارة إلى أن الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة أصدرت العديد من المطبوعات والنشرات المعنية بالبيئة من منظور إسلامي، أهمها كتاب حماية البيئة في الإسلام بالتعاون مع الاتحاد الدولي لصون الطبيعة والموارد الطبيعية. كما أقامت الهيئة المنتدى العالمي الأول للبيئة من منظور إسلامي، الذي احتضنته مدينة جدة عام 2000، وترعى المملكة أيضًا المؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة الذي يشارك به 57 دولة إسلامية، والذي يهدف بدوره إلى تفعيل حماية البيئة وتعزيز التنمية المستدامة في العالم الإسلامي. كما تشرف الهيئة على جائزة المملكة العربية السعودية للإدارة البيئية التي تعد أكبر جائزة في مجال البيئة في العالم الإسلامي.