«الجزيرة» - المحليات:
نظَّم معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية حلقة نقاش، حملت عنوان «العلاقات السعودية - العراقية وآفاقها المستقبلية»، حضرها السفير العراقي لدى المملكة الدكتور رشدي العاني، وشارك فيها من الجانب العراقي وفد لجنة الصداقة العراقية - الخليجية في مجلس النواب العراقي برئاسة النائب حسن خضير شويرد الحمداني، ومن الجانب السعودي أساتذة المعهد وعدد من الباحثين والمهتمين، وأدارها عضو هيئة التدريس في المعهد الدكتور متعب بن صالح العشيوي.
وجرى خلال حلقة النقاش استعراض مختلف جوانب العلاقات السعودية - العراقية، وما يربط البلدين الشقيقين من أواصر الدين والعروبة والجوار. وقد اتفق المتحدثون على أهمية علاقات البلدين للمنطقة والعالم، مؤكدين أن ما يجمع البلدين أكثر بكثير مما يفرقهما، كما أكدوا أهمية تطوير العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري، وكذا إقامة فعاليات ومعارض ثقافية وتجارية مشتركة.
وأكد رئيس وأعضاء الوفد البرلماني العراقي أهمية وحاجة العراق للمملكة العربية السعودية، وتطلع الشعب العراقي إلى علاقات وطيدة مع شقيقته الكبرى المملكة العربية السعودية.
من جهته، أوضح السفير العراقي لدى المملكة الدكتور رشدي العاني في تصريح صحفي أن حلقة النقاش كانت في غاية المودة والتعاون وتبادل الآراء والأفكار وقبول الرأي الآخر، وكان هناك توافق بين الوفد القادم من العراق وأهلنا في المملكة على تفعيل ومتابعة مقررات مجلس التنسيق بين البلدين.
وأضاف: الحقيقة، أنا مسرور جدًّا لهذا اللقاء الذي وضع النقاط على الحروف، ونأمل من الله سبحانه وتعالى أن يكون للبرلمانيين في العراق ومجلس الشورى في المملكة دور في دفع العلاقات نحو الأمام، ودعم الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تنتج من مجلس التنسيق السعودي العراقي. ونحن متفائلون بأن الأيام القادمة ستشهد - إن شاء الله - اجتماعات وزيارات لما فيه صالح البلدين الشقيقين.
وعن رؤيته لتسارع العلاقات بين البلدين أوضح السفير العراقي أن: هذا أمر طبيعي جدًّا وغير مستغرب في ظل توجُّه الحكومتين لإعادة ورقي العلاقات. مبينًا أن كل ما فيه الصالح لعلاقات البلدين يجب أن يؤخذ بقوة وسرعة.
وأضاف بأن العراق يحتاج إلى المملكة بعدما انتصر على الإرهاب، مبينًا أن استقرار العراق وأمنه هو خير ما يقدمه العراق للمملكة.
من جانبه، أوضح المكلف بالملف السياسي والاقتصادي والثقافي والإعلامي في سفارة المملكة في بغداد مشعل بن متعب العتيبي أن حلقة النقاش كانت موفقة، والشخصيات التي دُعيت للحلقة على قدر عال من التخصص في مجالات السياسة والاقتصاد والعلوم العسكرية. مبينًا أن مجمل النقاش كان جيدًا، ومؤكدًا أن التقدم في العلاقات الثنائية يحدث بشكل متسارع - ولله الحمد - في الوقت الحاضر.
وقال إن هناك في المستقبل القريب تعاونًا ثقافيًّا؛ إذ يجري التحضير لدعوة عشر جامعات عراقية، تليها عشر أخرى، كما سيكون هناك تعاون بحثي وأكاديمي بين الجامعات العراقية ونظيرتها السعودية. أيضًا لدى العراقيين رغبة في توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة التعليم العالي ووزارة التعليم في المملكة. وفيما يتصل بالشباب هناك دعوة مقدمة من المملكة لمعالي وزير الشباب والرياضة العراقي الذي سيكون موجودًا في المملكة خلال الأيام القادمة لمقابلة نظرائه في المملكة، والحديث معهم بشأن المسائل المشتركة وتطوير العلاقات في المجالات الشبابية والرياضية.
وفي مجال الاقتصاد والأعمال أوضح مشعل العتيبي أنه سيتم تنظيم «منتدى رجال الأعمال السعودي - العراقي»، وهناك دعوة مقدمة لقرابة 100 شخصية عراقية من رجال الأعمال والمختصين في المال والأعمال والاقتصاد والبنوك. وسوف تُعقد الدورة الأولى للمنتدى قريبًا. كما تمت دعوة رئيس البنك المركزي العراقي ورئيس هيئة الرقابة المالية العراقية.. وكل ذلك يصب في الجانب الاقتصادي والمالي والاستثماري في المملكة والعراق.
إلى ذلك أبدى رئيس الوفد البرلماني العراقي حسن شويرد الحمداني سعادة الوفد بالالتقاء بالجانب السعودي لبحث موضوع هو الأهم لقراءة مستقبل زاهر بين العراق والمملكة، مشيرًا إلى أن هناك بوادر تبشر بذلك.
وأضاف بأنه يرى أن العلاقات بين البلدين نواة حقيقية لرؤى عربية وإقليمية ودولية، تصب في مصلحة البلدين.
وتابع بأن الوضع الاقتصادي يهدف إلى ربط علاقات البلدين، مبينًا أنه إذا ما كانت العلاقات الثنائية قوية فإن ذلك سينعكس على الوضع في المنطقة والعالم أيضًا.
ومضى إلى القول: إن في العراق اليوم توجُّهًا تشترك فيه كل الكتل السياسية باتجاه رؤية عربية، وأن يكون للعراق سياسة خارجية متوازنة. مشيرًا إلى أن مجالس التنسيق العراقية - العربية سيكون لها أثر إيجابي.
من جهته، رأى النائب في مجلس النواب العراقي عبود وحيد العيساوي أن ما يقوي العلاقات هو الجانب الاقتصادي، وكذا الجانب الاجتماعي، إضافة إلى السيطرة على الإعلام، وأن يفهم كل بلد طبيعة البلد الآخر.
وقال إن العراق مطلوب منه أن يكون في حالة توازن في العلاقات بحكم تركيبة الشعب العراقي.
وأضاف: كنا نريد من السعودية أن تكون حاضرة من أول يوم، وعتبنا عليها أنها كانت غائبة. داعيًا إلى أن تقف المملكة مع العراق، وتدعمه اقتصاديًّا وسياسيًّا.
وقال: ليس لدينا مليشيات، والحشد الشعبي أصبح جزءًا من المؤسسة العسكرية.
النائب العراقي هلال السهلاني قال من جانبه: إن الشعب العراقي متعطش اليوم إلى علاقات جيدة مع المملكة العربية السعودية. مبينًا أن العراق لا بد أن يرجع إلى حاضنته العربية.
من جهتها، قالت النائبة زينب عارف البصري إن عمق العراق العربي هو المملكة العربية السعودية. مضيفة بأن هناك مشتركات كثيرة بين الشعب العراقي وشقيقه الشعب السعودي، كما أن استقرار العراق استقرار للسعودية.. مؤكدة: «إحنا منكم وأنتم منا».
وقال أحد أعضاء الوفد العراقي: ليس هناك عاقل ينكر تدخل إيران في العراق. مضيفًا بأن الفراغ الذي وجد في العراق هو الذي أوصله إلى ما وصل إليه؛ إذ مُلئ من غير العرب.