صيغة الشمري
الخليج الذي أقصده في هذه المقالة هو خليج السعودية والإمارات والبحرين والكويت وعمان من دون قطر، حيث إن الأيام وتجاربها أخبرتنا بأنه لا خليج حقيقياً سوى هذه الدول الخمسة - للأسف، منذ أول يوم أطلقت فيه دولة قطر قناة الجزيرة لا يمكن النظر إلى دول الخليج ذات المصير المشترك سوى أنها هذه الدول الخمسة - على الأقل هذا رأيي الشخصي بغض النظر عن صوابه من عدمه - في الأزمات السياسية التي مرت على دول الخليج العربي، كانت هذه الدول تجد نفسها وحيدة في مواجهة أزمتها دون تضامن حقيقي غير مدفوع الثمن من بعض دول عربية شقيقة للخليج عليها أفضالاً كثيرة لا تعد ولا تحصى، في أزمة دول الخليج الأولى التي تم خلالها احتلال دولة الكويت، صدمت دول الخليج بمواقف معادية من دول عربية شقيقة كانت تجزم بأنها ترتبط معها بالمصير نفسه وبالذات تلك الدول التي تعتاش على الدعم الخليجي لها، وبعض الدول العربية الشقيقة ساومت دول الخليج مقابل تضامنها معها، كنا نتوقع بأن دول الخليج ستعود بعد الأزمة أكثر إيماناً بوحدة المصير والمصالح المشتركة ونبذ الخلافات وبالغنا في الأحلام بدولة خليجية واحدة وموحدة بشكل حقيقي أو على الأقل أن تجتمع تحت مظلة اتحاد واحد على غرار اتحاد الدول الأوروبية، لكن الذي حدث هو العكس تماماً، مدت دولة قطر يدها لإيران تلك الدولة التي تنازع دول الخليج على كل شيء حتى المسمى، وتقاتل على الأصعدة كافة لتفكيك قوة التحالف الخليجي لدرجة وصلت للهجوم على قوقل والضغط عليه لتسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي، كما ذهبت دولة قطر وقناتها الجزيرة لزعزعة أمن الخليج وخيانة الدول الأعضاء والسعي حثيثاً لتوريط السعودية والإمارات في قضايا عدة أمام الرأي العالمي وساسة دول العالم، كانت دول الخليج العربي وبالذات السعودية والإمارات تعيش حباً مع شقيقاتها من الدول العربية من طرف واحد، كانت ولازالت هاتان الدولتان تقفان خلف بناء ودعم اقتصاد الكثير من الدول العربية والإسلامية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، ولكن - للأسف - لم نجد أثراً لهذا الحب ولم نجد سوى الجحود أو المساومة من بعض دول عربية شقيقة، والمؤسف حقاً أنه حتى على الصعيد الشعبي لم نجد عرفاناً أو شعوراً بالجميل والامتنان، دول الخليج العربي الجديد عليها أن تواصل حزمها لوضع النقاط على الحروف مع بعض دول شقيقة ما زال اقتصادها يعتاش على أموال دول الخليج ويعتمد على دعمها، أتمنىن يستمر الحزم ليشمل أولئك الجاحدين أو المساومين من بعض الدول العربية التي تدين لخليجنا بالكثير والكثير!