محمد بن علي الشهري
تقع على عاتق الإعلام الرياضي بصفة عامة، والموالي للأندية بصفة خاصة، مسؤولية عظيمة تجاه المجتمع ككل، وتتمثل في مدى مساهمته في تشكيل ثقافة الجماهير، وهل ساهم في قيادتها إلى الأعلى أم إلى الحضيض على اعتبار أن الكلمة أمانة؟!.
ذلك أن مستجدات القضايا الأخيرة قد (فضحت) إلى أي مدى بلغت جناية (حشو) أدمغة دهماء المدرجات بالكذب، والغش، والتدليس، واعتساف الحقائق، وتلفيق التهم بحق عباد الله، على مدى سنوات من قِبل إعلام بعض الأندية (المفلس)؟!!.
سنوات طوال وذلك الإعلام، لا هَمَّ له ولا شغل سوى العمل على (مسخ) جماهير الأندية المحسوب عليها من خلال استغلال عاطفتها الجياشة، وبالتالي ترسيخ الكثير من الأوهام في أذهان تلك الجماهير على أنها ثوابت لا تقبل التأويلات أو النقاشات، مثل: إيهامها بأن ناديها عبارة عن خليّة من الملائكة لا يأتيها الخطأ من بين يديها ولا من خلفها، وأن ناديها مسكين ومظلوم، ومهضوم الحقوق دائماً، هكذا.. هذا فضلاً عن العمل على إخراج الأمور عن سياقاتها وعن طبيعتها، من خلال تحويل التنافسات إلى حروب، والعلاقات إلى عداوات؟!!.
حتى إذا صدرت أي قرارات نظامية بحق ناديها كعقوبات على ارتكاب مخالفات أو تجاوزات أو خروقات للأنظمة، ثارت ثائرة تلك الجماهير (المشحونة) متجاوزة كل الخطوط، إلى درجة الصدام مع المرجعيات، بفضل ما ظلت تتلقفه من موشحات المظلومية، ومن الأكاذيب طوال الوقت بواسطة إعلام ناديها الذي (يتربّح) ويبني وجوده على حسابها، من خلال الضرب على وتر العاطفة في تجييشها وتوجيهها إلى الاتجاهات الخاطئة التي تؤدي نظاماً إلى الإضرار بها وبناديها، والسبب أن ذلك النوع من الإعلام لم يكن أميناً، حين ظل يبيع لها الأوهام والغش والكذب صباح مساء؟!.
يستطيع الواحد من هؤلاء حذف تغريدته خلال ساعات عندما يشعر أنه (جاب العيد) على خلفية انتشار إشاعة ما كما حدث على خلفية مستجدات قضبة العويس لأنه يمتلك الآلة التي يمكنه من خلالها القيام بالحذف.. ولكنه لا يمتلك الآلة التي يستطيع بواسطتها حذف (الخطيئة) التي زرعها وظل يغذيها ويرعاها في وجدان المشجع البسيط طوال الوقت حتى تحول بفضلها إلى (مجنون) يباهي ويفاخر بجنونه، ولا أدري أي شرف في الجنون، أو (متمرد) ليقيم وزناً لمتطلبات احترام الأنظمة الصادرة من أعلى السلطات لأنه جُبل على التمرد بدعم من ذلك الصنف من الإعلام المنفلت وغير المسئول.. المشكلة أن تلك الجماهير المضحوك عليها تحولت إلى أعباء على أنديتها بما تمارسه من سلوكيات خارجة عن الأعراف والأطر السويّة للرياضة وتنافسانها وآدابها؟!!.
السؤال: هل استوعبوا الدروس الأخيرة، أم أن مقولة (قهقه في قلب لا يفقه) ستظل شاخصة إلى ما شاء الله..؟؟!.