«الجزيرة» - المحليات:
قام معالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى النمسا والممثّل الدائم للمملكة لدى مقر هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في فيينا الدكتور خالد بن إبراهيم الجندان، بتكريم الطالبة ريوف بنت عبد الرحمن الحميضي، التي تدرس في الصف الثاني الثانوي في مدرسة فيينا الدولية (Vienna International School) وقدّم لها درعاً تذكارياً بهذه المناسبة لتميّزها على المستوى الدولي، حيث تم اختيارها من قبل مجلة تايم (TIME) الأمريكية الشهيرة لوضعها على قائمتها التصنيفية (Time›s Ranking) بين الثلاثين شخصية من سن اليافعين الأكثر تأثيراً على مستوى العالم لهذا العام 2017 (The 30 Most Influential Teens in 2017) .
وقد استند هذا الاختيار العالمي على ما قامت به الطالبة ريوف الحميضي عندما كانت تدرس في العام الماضي في إحدى المدارس الدولية في برلين، حيث وجدت أن وسائل التواصل الاجتماعي تستخدم رموزاً تعبيرية Emojis تمثِّل مختلف الشرائح العمرية، والمهنية، والعرقية، والدينية، ولم تجد بينها رمزاً تعبيرياً يعبّر عنها وعن قريناتها من النساء والفتيات المسلمات المحجبات، فقادت حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لكسب التأييد لمقترحها لتدارك هذا النقص وإدخال رمز تعبيري لفتاة تضع غطاء رأس بين الرموز التعبيرية المعتمدة لدى شركة آبل Apple الدولية.
ونظراً لتفاعل عدد كبير من رائدات ورواد وسائل التواصل الاجتماعي مع حملتها، ولإصرارها في مراسلاتها على شركة آبل للاستجابة لمطالبتها وتبني رمز تعبيري قامت بتطويره مع زميلاتها لفتاة محجبة Hijab-Emoji ، فقد استجابت الشركة لمبادرتها واعتمدت الرمز التعبيري المقترح. وقد اهتمت الصحافة الدولية بالموضوع فنشرت كبريات وسائل الإعلام الأمريكية مثل نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، و(CNN) وكذلك الصحف الألمانية تحقيقات صحفية عن الحملة والمبادرة، والطريف أن الألمان قاموا بتبني الأمر، إذ وصفوا ريوف الحميضي بالطالبة البرلينية. والآن وبعد أن انتقلت ريوف الحميضي مع والدها إلى فيينا، وصنفتها مجلة تايم ضمن الثلاثين شخصية من سن اليافعين الأكثر تأثيراً في العالم، فقد اهتمت وسائل الإعلام النمساوية المرئية والمسموعة، والمقروءة بهذا الحدث، وأجرت مع الطالبة ريوف مقابلات تلفزيونية وصحفية عديدة، واللافت للنظر أن بعض وسائل الإعلام عنونت مقالاتها بطالبة فييناوية بين الثلاثين يافعاً الأكثر تأثيراً على مستوى العالم، أو ريوف الحميضي النمساوية الوحيدة بين الثلاثين شخصية الأكثر تأثيراً في العالم. ولكن وبالطبع ومن خلال المقابلات مع ريوف يتضح للمشاهد، أو المستمع، أو القارئ، بأنها طالبة سعودية مرافقة لوالدها سعادة الدكتور عبد الرحمن الحميضي الملحق الثقافي في سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى النمسا. والأغرب أن تصنيف ريوف من قبل مجلة التايم، والاهتمام الصحفي الكبير الذي أبدته وسائل الإعلام الأمريكية، والألمانية، والنمساوية بها، قد أثار نقاشاً سياسياً في النمسا، لقيام بعض السياسيين اليمينيين بانتقاد اهتمام وسائل الإعلام بهذا الموضوع، ورد سياسيون وصحفيون آخرون على هذه الانتقادات، وخلال مقابلة أجرتها معها قناة Puls 4 News التلفزيونية، قالت ريوف رداً على السياسيين اليمينيين المنتقدين:» أستغرب أن لا يكون لدى هؤلاء ما يشغلهم غير انتقاد فتاة عمرها ستة عشر عاماً بسبب الحجاب، كل ما أردته هو أن أقوم بعمل جيد». كما حفلت وسائل التواصل الاجتماعي بردود المنتقدين من جانب، والمؤيِّدين المهنئين من جانب آخر.