إبراهيم عبدالله العمار
تعرف طريقة الانتخابات في الغرب كل مرشح يفعل كل ما بوسعه لكي ينال الانتخاب، ومن ذلك ظهوره في الإعلام والدعايات وغيرها، وفي هذه كلها فإن أهم شيء يفعله: مظهره. المظهر أحياناً يكفي لأن يفوز! إذا كان الشخص يبدو كأنه قائد فهذا يكفي الكثيرين أن يصوتوا له في الانتخابات، في دراسات كثيرة أظهرت ذلك كما بيّن العالم لينارد ملاديناو. إنه يُظهر أن الناس اختاروا مرشحهم المفضل قبل أن يناقش أي موضوع سياسي واعتماداً فقط على مظهره، إنها قوة التصنيف.
المخ يصنّف الأشياء، وهي طريقة مُجدية وسريعة في التعامل مع العالم، فإذا عرفنا أن دبّاً أكل إنساناً فهذا يدعونا لتصنيف كل الدببة أنها خطرة ويجب تجنّبها. إنها عملية عقلية مهمة جداً للبقاء. إذا رأينا تفاحة وموزة فإننا نضعها في الفئة نفسها، فئة الفواكه، لكننا لا نصنّف التفاحة وكره بلياردو حمراء معاً. المخ معتاد على وضع الأشياء في مجموعات وتهميش الاختلافات الصغيرة اللانهائية بين الأشياء، لهذا نستطيع أن نفرق بين b وd رغم تشابههما، لكن خذ حرف b وغير شكله بتغيير نوع الخط المستخدم فيه وستجد أنه رغم ذلك إلا أن المخ يصنفها كلها أنها الحرف نفسه. إذا سألت الناس عن تقدير درجة الحرارة بين 1 و30 يونيو كانت توقعاتهم متشابهة، لكن تتغير التقديرات بين 15 يونيو و15 يوليو رغم أن الفارق نفسه (شهر بين التاريخين)، لكن الناس يبالغون تقدير الفرق لأن التصنيف الاعتباطي (أسماء الأشهر) أثّر عليهم.
نحن نرى الأطباء في مجال معين أنهم متشابهون كثيراً، والنظرة نفسها نحو مشجعي فريق معين، أو أناس ينتمون لعرق معين، كلهم نرى أنهم متشابهون بينما هم لديهم فروق لا نهائية. إذا كنت تشجع فريقاً معيناً فربما تصبح لديك نظرة سلبية لجميع مشجعي الفريق الآخر، فإذا رأيت ألوان النصر أو الهلال أو الاتحاد أو الشباب أو غيرها فوراً ينتج عقلك رأياً مسبقاً عن الشخص! وكما في الأدوات الأخرى التي يستخدمها العقل فإن التصنيف طريقة فعالة لكن لها مساوئ، خاصة عندما يتعلق الأمر ببشر آخرين.