فضل بن سعد البوعينين
شهدت المنطقة الشرقية خلال السنوات الماضية تحولا نوعيا في مشروعاتها التنموية؛ ومبادراتها المجتمعية؛ والفكرية والتقنية؛ وآليات تحفيز وتكريم المبدعين في كافة القطاعات. ساعد التغيير الإيجابي؛ في منظومة العمل المؤسسي؛ على الإبداع والتطوير والعمل الدؤوب لتحقيق أهداف القيادة الحريصة على تنمية المناطق وفق خطط إستراتيجية طموحة. من السابق لأوانه القول ببلوغ المشروعات التطويرية حد الكمال؛ فطموح المواطنين وتطلعات سمو أمير المنطقة ونائبه؛ يفوق درجة الأداء الحالية؛ وهو أمر إيجابي لضمان إستمرارية العمل والتحفيز على طريق التحول الوطني؛ و حتى بلوغ الأهداف المرسومة بحلول العام 2030 بإذن الله.
قد يكون التحول التقني من أهم الجوانب التطويرية التي أحدثت في التعاملات الحكومية في المنطقة؛ وبخاصة موقع أمارة المنطقة الإلكتروني الذي بات يقدم كامل الخدمات للمستفيدين دون الحاجة لحضورهم الشخصي. شكل ربط النظام الإلكتروني بنظام «أبشر» التابع لوزارة الداخلية تحولا نوعيا في تقديم الخدمات للمواطنين والمقيمين على السواء؛ إضافة إلى البرامج الإلكترونية ذات العلاقة بمتابعة المشروعات تقنيا. انتقلت العدوى الإيجابية من إمارة المنطقة إلى الإدارات الحكومية الأخرى التي قطعت شوطا مهما في طريقها لتحقيق هدف التعاملات الإلكترونية الشاملة.
ومن اللافت في مسيرة التطوير والبناء التحول الكبير الذي طرأ على قطاع الأعمال؛ ما جعله داعما رئيسا للبرامج المجتمعية المهمة؛ إضافة إلى الشراكة التنموية بين القطاعين الخاص والحكومي؛ وهي شراكة لم تكن لتحدث لولا تهيئة البيئة الحكومية الحاضنة؛ ودعم الثقة المتبادلة القائمة على تحقيق المصالح المشتركة لخدمة المنطقة؛ والاقتصاد الوطني. لم يتوقف تحفيز القطاع الخاص على تنفيذ المشروعات التنموية فحسب؛ بل تجاوزها إلى تفعيل دوره في المسؤولية المجتمعية وفق عمل مؤسسي مستدام.
أجزم أن تكريم المؤتمر العالمي الثالث للريادة والابتكار والتميز؛ لسمو الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز؛ أمير المنطقة الشرقية؛ ومنحه وسام التميز في القيادة والأداء والإبداع، وهو الوسام الذي تمنحه الهيئة العالمية لتبادل المعرفة والتي تضم أكثر من 80 هيئة علمية وأكاديمية ومهنية من أكثر من 70جامعة وكلية في مختلف أنحاء العالم؛ ووفق معايير تقيس المساهمة في التنمية المستدامة؛ جاء متوافقا مع ما قدمه الأمير سعود خلال مسيرته القيادية في المنطقة.
عمل الأمير سعود بن نايف خلال السنوات الماضية على تحقيق الأهداف التنموية؛ وتحفيز الإدارات الحكومية على الإنجاز السريع؛ وتحفيز الإبداع وتكريم المبدعين؛ وتطوير الأداء الحكومي والتحول بالخدمات الحكومية التقليدية إلى الخدمات الإلكترونية الشاملة؛ وربط نظام الأمارة الإلكتروني المخصص لخدمات المستفيدين؛ بنظام «أبشر» للتسهيل على المواطن والمقيم إنجاز معاملاته دون الحاجة للسفر أو الحضور إلى موقع الإمارة. أحاط الأمير سعود بن نايف عمله القيادي والإداري في المنطقة بإطار مجتمعي وإنساني ما أسهم في تعزيز الإنجاز من خلال الانتماء والمشاركة الفاعلة؛ وهو أمر لم يقتصر على جانب محدد بل شمل جوانب العمل المختلفة؛ فتحول مجلسه الأسبوعي إلى ملتقى لأهالي المنطقة ومسؤوليها ومنصة مستدامة لإبراز المنجزات وتكريم من قام بها. ومن اللافت التركيز على الفئات العمرية والطلاب والشباب وإبراز مبادراتهم وتحفيزهم من خلال التكريم والجوائز المستدامة.
شكلت المساهمة في التنمية المستدامة وتبني الأفكار والمبادرات المجتمعية معيار الوسام المقدم؛ وأحسب أن الأمير سعود بن نايف كان المحفز الدائم على إطلاق المبادرات المجتمعية وتبني الأفكار المتقدمة وتحويلها إلى مشروعات على أرض الواقع والمشاركة الفاعلة بها؛ ما جعله مستحقا لهذه الجائزة التي ستجير للمؤسسات الحكومية المنخرطة في تنفيذ برامج التحول والتنمية والتطوير والإبداع وفق توجيهات القيادة وأهدافها المرسومة.