د.عبدالعزيز العمر
ضجت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً بالحديث عن فساد المعلمين وذلك تفاعلاً مع تغريدة شهيرة حول هذا الموضوع. السؤال الآن هو: هل يمكن أن يمارس بعض المعلمين الفساد؟، الإجابة في ظني هي نعم كبيرة، فالمعلمون في النهاية لم يأتوا من مجتمع ملائكي. وإذا كان هناك من مارس الفساد - بصورة أو بأخرى - من القضاة فيجب ألا نستغرب أن نجد بين المعلمين من يمارس الفساد. وفساد المعلمين لا يظهر في صورة اختلاس أموال، بل يظهر في ما هو أخطر وأشد من ذلك. فساد المعلم قد يظهر في صورة تدمير حياة وطمس شخصية مواطن يافع مقبل على الحياة، وحرمانه من فرص تعلم كانت سوف تنمي شخصيته وتثري مهاراته وقدراته وتعزز من انتمائه لمجتمعه ووطنه. بماذا تصف معلما يدمي وجه طفل بصفة غير صفة الفساد، وبماذا نصف معلما ينتقص من قدرات طفل واصفا إياه بالغباء، وبماذا تصف معلما أمضى معظم درسه أو حصته وهو يتلاعب بجواله. في ظني أن فساد بعض المعلمين ما كان ليظهر لو لم يكن هناك فساد من نوع آخر. هذا الفساد الأخير يتمثل في ما يلي: 1- عدم خضوع اختيار المعلم لمعايير متشددة، 2- هزالة وضعف برامج إعداد وتدريب المعلم، 3- ترك المعلم دون أن تقدم له فرص دعم مهني ومعنوي ترتقي بمستوى أدائه، 4- عدم توفير بيئة العمل التي توفر للمعلم أفضل فرص الإنتاج والإبداع 5- ترك المعلم دون محاسبة ودون مساءلة عن تدني مستوى أدائه مع طلابه.