مرة أخرى، تثبت المملكة العربية السعودية أن المواطن يقع في بؤرة اهتمامها، وأن شغلها الشاغل، يتمركز حول توفير الخدمات المهمة والضرورية له، مهما كلفها الأمر من أموال طائلة وجهود مضنية، ولعل آخر دليل يتماشى مع هذا المضمون، ما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- من تدشين مشاريع تنموية في منطقة المدينة المنورة، تضمنت مشاريع لخدمات المياه، وأخرى لتحلية المياه، وثالثة للمؤسسة العامة للحبوب.
وتشير مشاريع المدينة المنورة، على ضخامتها وحجم الأموال التي أنفقت عليها، إلى منهجية الحكومة الرشيدة، وإستراتيجيتها في التوزيع العادل والمتوازن للمشاريع الخدمية على مناطق المملكة الـ13، كما تؤكّد حرص خادم الحرمين الشريفين - شخصياً - على افتتاح هذه المشاريع، والوقوف بنفسه -حفظه الله- على تلك الخدمات، والتأكد من جدواها النفعية للوطن والمواطن.
ولعل ما يلفت الأنظار إلى هذه المشاريع، أنها لم تتأثر من قريب أو بعيد، بسياسة المملكة في إعادة ضبط الإنفاق العام، بالتزامن مع تراجع أسعار النفط، وإعلان رؤية المملكة 2030، حيث تجاوزت الكلفة العامة لهذه المشاريع، سبعة مليارات ريال، والسبب في ذلك أنها مشاريع خدمية، تستهدف مواطني المملكة بلا استثناء. وترى الحكومة أن المواطن يستحق كل غال ونفيس، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بخدمات أساسية مثل المياه والصرف الصحي والصوامع والغلال.
ولا أبالغ في القول إذا أكدت أن جهود وزارة البيئة والزراعة في الفترة الأخيرة كانت لافتة للأنظار، ليس في المدينة المنورة، وإنما في مناطق المملكة كافة، التي تنعم اليوم بمشاريع خدمية نموذجية، تقدّمها الوزارة للمواطن. وقد هالني حقاً عدد المشاريع التي يتحدث عنها الوزير الفضلي في المدينة المنورة، وبلوغها حاجز الـ98 مشروعاً، منها 95 مشروعاً بقيمة إجمالية تقارب ثلاثة مليارات ريال منها 43 مشروع مياه بقيمة 1480 مليون ريال، و20 مشروع صرف صحي بقيمة 1054 مليون ريال، و23 مشروعًا لأعمال التشغيل والصيانة بقيمة 367 مليونًا، إضافة إلى 9 مشروعات لسقيا المياه بقيمة 75 مليون ريال، فضلاً عن قيام الوزارة بتدشين مرفأين للصيادين في الرايس والعزيزية بالمدينة المنورة، تتسع لنحو 720 مركب صيد.
أعود وأؤيد ما قاله الوزير الفضلي، بأن المشاريع التنموية التي دشنها خادم الحرمين الشريفين، هي نهج دأبت عليه المملكة في تحسين سبل العيش ورفاهية المواطنين وتلمس حاجاتهم، وهذا يبشِّر بحياة أفضل للمواطن في ظل رؤية 2030.