د. محمد عبدالله العوين
يجتمع غدا في القاهرة وزراء خارجية الدول العربية لبحث الأعمال العدوانية التي تقترفها إيران ضد دول المنطقة؛ وعلى الأخص دول الخليج العربي، والموقف الذي يجب أن يتخذ من «حزب الله» بعد أن أطلق صاروخًا باليستيًا من اليمن موجهًا ضد الرياض.
وجاء طلب الاجتماع من المملكة التي ترى أنه لا بد من اتخاذ موقف حازم تجاه إيران ومليشياته الهادفة إلى إشعال وقود الفوضى وإلحاق التدمير والخراب في البلدان العربية بطرق ووسائل متعددة وتحت حجج متهافتة مكشوفة؛ بتبني خطاب طائفي ذميم يفرق الأمة العربية والإسلامية ويشتت كلمتها ويمزق صفها، كما هي الأرض العربية التي تحترق الآن بتبني إيران أحزابا ومليشيات وفرقا وعملاء في لبنان واليمن وسوريا والعراق.
وقد جاء الطلب لعقد هذا الاجتماع الطارئ لبحث «ما تعرضت له الرياض ليلة السبت الموافق 4 أكتوبر 2017م من عمل عدواني من قبل ميليشيات الحوثي التابعة لإيران في اليمن، وذلك بإطلاق صاروخ باليستي إيراني الصنع من داخل الأراضي اليمنية، وكذلك ما تعرضت له مملكة البحرين من عمل تخريبي إرهابي بتفجير أنابيب النفط ليلة الجمعة الماضي، فضلا عما تقوم به إيران في المنطقة العربية من أعمال تقوض الأمن والسلم ليس في المنطقة العربية فحسب، بل في العالم بأسره».
اجتماع دبلوماسي على مستوى رفيع قد يتمخض عنه ضرورة عقد اجتماع طارئ لقادة الدول العربية؛ لبحث المقترحات التي تداول فيها وزراء الخارجية وخرجوا منها بتوصيات قد تكون مناسبة لإيقاف التغول الفارسي في المنطقة العربية وردعه عن أعماله العدوانية.
فماذا يمكن أن يصل إليه المجتمعون في القاهرة غدا من توصيات ضد «حزب الله» في لبنان؟ يتداول المهتمون بالشأن اللبناني جملة من الآراء لعل من المناسب التذكير بشيء منها لعلها تكون موضع بحث وتأمل من المعنيين؛ ومنها:-
إلزام لبنان بالموافقة على الاعتراف بتصنيف الحزب تنظيمًا إرهابيًا؛ كما صدر عن الجامعة العربية في اجتماع سابق وتحفظ عليه لبنان.
- الدعوة إلى تفكيك ترسانة الحزب وتسليم أسلحته إلى الجيش اللبناني، وانتقاله من مليشيا مسلحة إلى حزب سياسي مدني.
- في حالة عدم القبول بهذين المقترحين تطرح فكرة مقاطعة لبنان دبلوماسيًا واقتصاديًا؛ للضغط عليه ووضعه أمام الأمر الواقع.
ومن المؤكد أن ثمة من سيقف معارضًا أي مقترح ينزع سلاح الحزب أو يمدنه أو يدعو إلى مقاطعة لبنان، ويعلم الجميع من هي الدول التي ستعارض مثل هذه المقترحات مستترة خلف حجج واهية؛ كمقاومة إسرائيل وكون الحزب يقف في صف ما يسمى بالممانعة، والحق أن هذه الادعاء الكاذب ليس إلا غطاء يتسلل منه النفوذ الإيراني إلى المنطقة العربية، وتتخذه حجة لتكوين الأحزاب والمليشيات الطائفية رافعة شعارات مضحكة؛ كما هو شأن الحزب الحوثي في اليمن المسمى بـ « أنصار الله» الذي يتمترس خلف لافتات عالية كتب عليها «الله أكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام» وبمثل هذه الشعارات المثيرة للسخرية من جماعة تقبع في أقصى أودية وجبال اليمن وبينها وبين إسرائيل آلاف الأميال تسعى إيران إلى استقطاب المغفلين والسذج، وقد شاهدنا على شاشة الحوثي من تكاد حنجرته تتمزق حماسة واندفاعًا وهو يطلق صوته بالموت لأمريكا وإسرائيل؛ بينما يعاني اليمن من البؤس والفقر والمجاعة والخراب؛ بسبب جماعة الحوثي نفسها، وهو هدف إيران وغايتها في كل قطر عربي.
ولأن موقف الرفض لأي عقاب لـ «حزب الله» متوقع من بعض الأنظمة العربية المحسوبة ضمن المحور الإيراني، أو من دول تروج لادعاء الممانعة والمقاومة لإسرائيل؛ فإن من الضرورة بمكان عقد اجتماع خليجي آخر يتبنى ما تم الوصول إليه من توصيات لم تحظ بإجماع المجتمعين من وزراء الخارجية العرب، والعمل على تبنيها ورفعها إلى قادة الدول الخليجية، حتى لو لم يوافق عليها من دول الخليج إلا أربع دول أو ثلاث ففيها الكفاية للضغط على لبنان المحتل من حزب الله.