د.عبدالعزيز الجار الله
كنّا ننزعج إذا أطلق على المنطقة العربية مصطلح الشرق الأوسط، وهذا نتيجة احتلال إسرائيل لفلسطين عام 1948م وحرب 1967م الاجتياح الإسرائيلي للأراضي العربية، وتم إدخل مصطلح الشرق الأوسط لتكون إسرائيل ضمن دوله، أيضاً المصطلح جاء من أمريكا وأوروبا -الغرب- كمصطلح جغرافي واقتصادي وسياسي للتفريق بيننا في توسطنا وبين دول الشرق الأقصى الصين واليابان وكوريا وجنوب آسيا بما فيها الهند وباكستان، وفِي المصطلح التاريخي يطلق على الصين واليابان حضارة الشرق الأدنى القديم.
في المصطلح الحديث يطلق على المنطقة العربية الشرق الأوسط، أما الدول التي استقلت عن روسيا -الاتحاد السوفيتي السابق- يطلق عليها آسيا الوسط، وتركيا كان يطلق عليها آسيا الصغرى والآن تصنف ضمن دول غرب آسيا وتعد من دول جنوب أوروبا وحوض المتوسط، أما إيران فهي مصنفة ضمن آسيا الوسطى وغرب آسيا.
ونتيجة للتسميات الحالية والقديمة نجد إيران واقعة بين جغرافية وحضارات أقاليم وشعوب عدة قريبة من آسيا الوسطى فهي أقرب لآسيا الوسطى من مياه الخليج العربي في الجزء الشمالي منه، والتي احتلت شواطئه وبره الشرقي الامتدادات اليابسة التي كانت عربية ورأس الخليج العربي الشرقي الأحواز، لكن إيران تجد نفسها مدفوعة للخليج العربي لأهداف سياسية واقتصادية ومذهبية: سياسية وهذا الأهم للتوسع غرباً حيث العراق ودول الخليج، اقتصادياً لأطماعها في آبار النفط والغاز في مياه الخليج وفِي أراضي دول الخليج، أما المذهبية نشر المذهب الشيعي وهذا مرتبط بالحكومة المتطرفة الحالية (الملالي) وقد تتغير المعادلة المذهبية مع رحيل الحكومة المتطرفة مذهبياً، وستبقى الدوافع السياسية والاقتصادية باقية لكن لن تكون كما كانت سابقاً باعتبار إيران جندي وشرطي المنطقة القوي، فقد تحولت موازين الدول في الشرق الأوسط بدخول إسرائيل وتركيا وباكستان ضمن الشرق الأوسط الكبير، واختلاف موازين القوى العسكرية لصالح دول الخليج العربي، وأيضاً ما تشهده المنطقة من ولادات دولة أو دول جديدة للأكراد غرب إيران وجنوب شرق تركيا، ومخاض سورية الموحدة أو المقسمة، وظهور العراق العربي بعد أن يتحرر من إيران، وإنسلاخ اليمن تماماً من إيران، أما الحدث الأكبر هو ما سيحدث في الداخل الإيراني من نزعات التحرر والاستقلال من قوميات الداخل: بلوش، أكراد، أحواز، أذار، تركمان، جيلاك، لور.