«الجزيرة» - العنود السعير:
تبذل المملكة العربية السعودية جهودًا جبارة في خدمة وراحة المواطن في الداخل والخارج برعاية حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -. وحينما نتحدث عن جهود وزارة الخارجية متمثلة في ممثلياتها من السفارات والقنصليات بالخارج لا بد أن نتناول التمثيل الدبلوماسي الذي يعنى برعاية مصالح المملكة العربية السعودية في الخارج، والذي تعد المملكة رائدة فيه ومنافسة لدول العالم.
«الجزيرة» سلطت الضوء على أحد النماذج المميزة التي خدمت الوطن والمواطن، وجهودها تشهد لها بالكثير.
* من هو الدكتور فيصل السديري؟
- فيصل بن عبد العزيز بن عبد الله السديري من مواليد مدينة الرياض، متزوج، ولديه أولاد، وحاصل على البكالوريوس من جامعة الملك سعود، والماجستير من لافرين، والدكتوراه من سانتا باربرا.
* حدِّثنا أكثر عن التحاقك بالسلك الدبلوماسي؟
- التحقت بوزارة الخارجية، وكان لي الشرف بالعمل تحت إدارة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - إلى أن صدر القرار بتعييني قنصلاً عامًّا في لوس أنجليس حتى تاريخه. وخلال مرحلة عملي في الخارجية استفدت من خبرة العاملين فيها الذين سبقوني من أصحاب السمو والمعالي والسعادة في السفارات والمسؤولين بالوزارة.
* كيف تصف لنا علاقتك بالدبلوماسي الراحل سعود الفيصل - رحمه الله -، وخصوصًا بحكم وجوده في لوس أنجليس في الأيام الأخيرة من حياته؟
- كان - رحمه الله - مدرسة إدارية ودبلوماسية في التعامل مع جميع من يرأسهم بالداخل وبالخارج.. وكان وجوده في لوس أنجليس لقضاء إجازته السنوية، ومع ذلك كان يثابر على الحضور إلى القنصلية بصفة يومية. كما كان - رحمه الله - على تواصل مع المواطنين الذين يتزامن وجودهم معه، وكان يتصف بدماثة الخلق وحب الاطلاع والثقافة؛ إذ كان - رحمه الله - مدرسة يستفاد منها في مجالات كثيرة.
* فارس الدبلوماسية العربية سعود الفيصل - رحمه الله - قضى أربعين عامًا من عمره في خدمة الإسلام والمسلمين. حدِّثنا عن كيفية تعامله - رحمه الله - مع القنصليات في العالم؟
- عندما تتحدث عن الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - فإنك تتحدث عن شخصية عالمية فذة، ومدرسة فريدة في الدبلوماسية وفي الأخلاق وفي سرعة البديهة وفي فن التعامل مع الآخرين.. موجِّهًا بذلك بوصلة الدبلوماسية السعودية لعقود طويلة محققًا النجاح تلو النجاح؛ لذا فإنك لا تستطيع أن تحيط بهذه الشخصية في مثل هذه العجالة. أما فيما يتعلق بتعامله - رحمه الله - مع القنصليات فقد كان الموجِّه والمعلم والنبراس الذي يقتدي به جميع العاملين في وزارة الخارجية، ودائمًا كانت توجيهاته تصب في مصلحة العمل، وتساهم في تذليل كل الصعوبات والمعوقات التي يمكن أن تعترض عمل السفارات أو القنصليات؛ فقد كان همه الأول تطوير العمل في الممثليات؛ لتواكب تطلعات القيادة في تقديم أفضل مستويات الرعاية للمواطنين.
* ما هي الخدمات التي تقدِّمها القنصلية للطالب والسائح والزائر في لوس أنجليس؟
- إن القنصلية معنية برعاية مصالح المملكة العربية السعودية في النطاق الجغرافي الذي تغطيه. ومن تلك المصالح حماية حقوق ومصالح مواطني المملكة وشخصياتها الاعتبارية من شركات وهيئات في ذلك النطاق، واتخاذ الإجراءات اللازمة كافة لذلك، كتوكيل محامين للترافع عن المواطنين الموقوفين، أو دفع الكفالات عنهم، فضلاً عن الزيارات الدورية للموقوفين للوقوف على حالاتهم، وتلمس احتياجاتهم، إضافة إلى الخدمات التقنية التي تقدمها القنصلية للمواطنين، كإصدار جوازات السفر وتجديدها، ومنح تذاكر المرور، وتصديق المستندات، وتسجيل عقود القران، وتبليغ القضايا.. وغيرها.
* يظهر اهتمامكم الشديد بالطالب المبتعث وراحته، وأن أبواب القنصلية دائمًا مفتوحة لشكاوى الطلبة، وحرصكم على العمل على حلها.. حدثنا عن ذلك.
- الاهتمام بالطلاب المبتعثين يأتي إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده - حفظهما الله - التي تنص على أن يكون الاهتمام بالمواطنين - ومن ضمنهم الطلاب المبتعثون - في مقدمة سلَّم الأولويات لسفارات وقنصليات المملكة حول العالم. وقد برز الاهتمام بالطلاب نتيجة للأعداد الكبيرة من المبتعثين، ولاسيما في الولايات المتحدة الأمريكية، الذين يحتاجون إلى رعاية مستمرة وجهود كبيرة لمساعدتهم على التحصيل العلمي وتحقيق أهداف الابتعاث. والقنصلية دائمًا على أهبة الاستعداد لتلقي شكاوى الطلبة، والعمل على حلها، سواء من خلال استقبالهم في القنصلية خلال أوقات الدوام الرسمي، أو من خلال هواتف طوارئ القنصلية التي تعمل على مدى 24 ساعة طوال أيام الأسبوع.
* أصدر خادم الحرمين الشريفين أمرًا بضم الطلاب الدارسين على حسابهم الخاص إلى برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث. كيف لمس سعادتكم استقبال الطلاب لهذا الخبر؟
- لقد اعتاد مواطنو المملكة على العطاء اللامتناهي من قيادة هذه البلاد التي تحرص دائمًا على تلمس حاجات المواطنين، والاهتمام بقضاياهم. ومما لا شك فيه أن مثل هذا الأمر كان له أطيب الأثر في نفوس الطلاب وأسرهم، وسيكون حافزًا لهم لتحقيق طموحاتهم وطموحات الوطن الذي هم ثروته. وقد عبَّر الطلبة عن عميق شكرهم وامتنانهم لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - على ما يحظون به من اهتمام ورعاية ودعم مستمر.
* ذكر سعادتكم في أحد التصريحات أن المملكة تمر في عهد خادم الحرمين الشريفين بمرحلة مهمة وانفتاح اقتصادي، كيف يؤثر ذلك على مستقبل الشباب السعودي، وخصوصًا المبتعثين؟
- بالتأكيد، فالمملكة في عهد خادم الحرمين تمر بمرحلة تاريخية مهمة في مسيرة تحقيق التنمية المستدامة من خلال تنفيذ استراتيجيات وبرامج التحول الوطني لرؤية المملكة 2030م، التي تهدف إلى التخلص من الدولة الريعية المعتمدة كليًّا على النفط والغاز من خلال تحقيق التنوع الاقتصادي، والتحول إلى اقتصاد المعرفة ونقل التقنية وجذب الاستثمارات الخارجية، وإيجاد بيئة جاذبة لتلك الاستثمارات، إضافة إلى الاستفادة المثلى من الموارد والميزات النسبية لاقتصاد المملكة. وقد حققت المملكة خلال هذه الفترة الوجيزة خطوات مهمة في هذا الاتجاه، سواء من خلال ارتفاع مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي، أو من خلال الكفاءة في الإنفاق وإدارة الموارد. أما عن مستقبل ودور الشباب في هذه الرؤية فهم ركيزة أساسية في رؤية المملكة 2030م، وسيكون لهم الدور الأكبر في تحقيقها. فكما تعلم، إن من أهداف الرؤية الرئيسية تحقيق المزيد من الفرص الوظيفية للشباب، التي قد تصل إلى ستة ملايين فرصة عمل خلال الخمس عشرة سنة القادمة. وعلى الشباب التركيز في تعليمهم على التخصصات التي يطلبها سوق العمل؛ ليكونوا سواعد بناء لتحقيق أهداف هذه الرؤية المباركة التي سوف تضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة في فترة زمنية تعتبر قصيرة في أعمار الدول.
* ما مدى تفاعل السعوديين مع الاحتفالات التي تنظمها القنصلية، كالاحتفال بمناسبة اليوم الوطني والبيعة والأعياد؟
- إن القنصلية - كما هي ممثليات المملكة حول العالم - تحتفل بمناسبة اليوم الوطني، وتتم دعوة المواطنين الموجودين في النطاق الجغرافي للقنصلية، سواء كانوا زائرين أو مقيمين، كالطلبة الذين تتم دعوتهم بالتنسيق مع الملحقية الثقافية من خلال إرسال الدعوات لهم من خلال نظام سفير للطلبة. وعادة ما تشهد هذه الاحتفالية حضورًا كبيرًا من المواطنين للتعبير عن فخرهم واعتزازهم بوطنهم.
* كيف تتعامل القنصلية مع حالات الطوارئ مثل الكوارث الطبيعية كالحرائق والعواصف ونحوها؟ وكيف توفر الحماية لرعاياها من مخاطرها؟
- يوجد بالقنصلية خطة طوارئ، يتم تحديثها بين فترة وأخرى، وفي حال - لا قدر الله - حدث طارئ يتم مباشرة تفعيل هذه الخطة. ويعتمد الإجراء على مدى درجة الخطر الذي قد يصل إلى إجلاء المواطنين، ويكون ذلك بالتنسيق مع مقام الوزارة والسفارة واشنطن.
* كلمة أخيرة تريدون إضافتها..
- أود أن أؤكد أن ما تقوم به القنصلية من خدمات نتطلع إلى أن تكون في المستوى المأمول، وتأتي إنفاذًا لتوجيهات القيادة الرشيدة - حفظها الله -، وبمتابعة مستمرة من معالي وزير الخارجية. ويسعدنا تلقي أي ملاحظات للرقي بهذه الخدمات لتحوز رضا المتلقي. كما أود أن أشكركم لإتاحة هذه الفرصة.