* «نحن نحاول نعمل للحالمين، ومع الحالمين! لأن هذا المشروع ليس مكانًا تقليديًا».
* «الجميع سوف يستطيع أن يتخيل!»
ولي العهد محمد بن سلمان آل سعود
الجميع يملكون أحلامًا، لكن ليس على مستوى واحد، فهناك من تسكن أحلامهم عقولهم بأعين مغلقة ولا تغادرهم أحلامهم، وهناك من يحلمون بأعين مبصرة تسعى خلف تحقيق أحلامهم. ذلك هو شعار نيوم «الحلم» الذي سيقودنا حتمًا إلى الازدهار والتقدم. ومن مبدأ الحلم لم لا نتخيل صورة التعليم خصوصاً المدارس في مشروع نيوم تحت ظل إمكاناته وحداثته؟! ستكون الهيكلة البنائية للمدارس تعمل على الطاقة الشمسية، إلى جانب أنها ستصبح مدرسة ذكية قائمة على التعليم الإلكتروني والتقنيات الحديثة سواء أكان ذلك بصورة إدارة أم فصولاً أم كتبًا أم مرافق. ستصبح المدرسة قادرة على توظيف عدد من أجهزة الريبورت لتعمل في المقاصف المدرسية، ولتحل مكان مراسل المدرسة، وحارس الأمن. ستتخلى المدرسة عن التعليم لشخصية واحدة، والاتجاه إلى الاستحواذ على اهتمام الطلبة وتشجيعهم وتبني مفهوم التعليم التأملي، وتغذية المهارات بأساليب تدريس ذات تقنيه فعالة، ومشاركة هذه الطرق مع الآباء حتى لا تصبح عقبة أمام تعزيز ما تعلمه أبناءهم في المدرسة. ومن زاوية أخرى يتم تصميم خطة تعلم فردية لكل طالب ينشئها المعلم. ويتم تمكين الطلبة من بناء المعرفة ذاتيًا، وإشراكهم في عملية التقويم. وتحتوي المدرسة على لوحة إعلانات رقمية تضاف لها قائمة الطلاب المتميزين والعكس، وهي لوحة تفاعلية منسجمة مع كافة الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي توثق فيها نشاطات ومساهمات المدرسة على المستوى المحلي والعالمي مما يحفزها على إنتاج الجديد والمبتكر، ويستطيع الطلبة البحث فيها عن معلومات متعددة. وفي المقابل يتم عقد اجتماع الآباء عن طريق المؤتمرات في منصة إلكترونية تجمعهم بالمعلمين والطاقم الإداري ويتم الحضور بآلية «التوقيع الإلكتروني». وبالنسبة للفصول الدراسية فهي مزودة بأجهزة الكمبيوتر لكل طالب مرتبطة بسبورة الفصل الذكية وتعد بمثابة مكتبة، ودفتر الواجبات المنزلية، ويتم بواسطتها تسجيل حضور الطالب. ولا يتم نقل أجهزة الكمبيوتر مع الطلاب بل يتم تزويدهم بمحفظة رقمية برقم سري واسم مستخدم يستطيع الطالب الدخول لها في أي جهاز آخر. وتزوّد الفصول بكاميرات تبث الدروس مباشرة على موقع المدرسة وتتم فيه أرشفة الحصص. ويتوقع أن تقل عدد ساعات المدرسة إلى أربع ساعات دراسية مرفقة بأنشطة يسجل فيها الطلبة تشبع جميع الميول والاتجاهات. وتدعم تلك المدارس التعليم عن بعد، وتعمل على ربط جميع الطلبة في كافالمدارس ببرامج مثل الويكي والمدونات يشرف عليها عدد من الخبراء يتبنون فيها وجهات النظر ويبنون على معارف الطلبة. وكل ذلك يحتاج إلى قادة أهدافهم عالية المستوى مصممين ومخططين، ولديهم رؤية وإصرار وتوقع، وخيال يبنون فيه خططهم المستقبلية، قادرين على إيجاد روابط بين معلومات غير مترابطة، والمخاطرة المدروسة لخوض مهمة شبه مستحيلة.
وحتى يتحول الحلم إلى نجاح هائل، عليه أن يتمتع بنظرة ثاقبة يوظفها في تخطيطٍ محكم. تتجلى في البحث عن أجود الخبراء في عالم البناء الذكي، والرجوع إلى أسمى منارات العلم في تصميم المناهج والاستراتيجيات وتوجيه مسار الخطط، وتغيير سياسة التعليم، والسلم التعليمي، ومعايير قبول الطاقم الإداري والمعلم وفق ما يواكب التغيرات المنشودة في ظل اعتماد اللامركزية، والمرونة، والديمقراطية، في كافة الأعمال. ومن المهم تهيئة مجتمع الطلبة ببرامج إعدادية تضخّ الحماسة للعلم في دمائهم وعقولهم، ونشر فلسفة التعليم الجديدة بقيم وركائز ثابتة في المجتمع حتى تتضح الرؤية ويتم العمل بها بوعي وعزيمة وإبداع مُبهر.
** **
سمية الرويلي - طالبة ماجستير في قسم الإدارة والتخطيط التربوي