عبد العزيز الصقعبي
حين أذهب لمعرض عربي للكتاب، وأقابل بعض الأدباء من الدولة التي يقام بها المعرض، يواجهني سؤالهم، أين نجد كتبك وكتب بقية الأدباء والأديبات من المملكة العربية السعودية، تكون إجابتي غالباً.. «تجدها عند دار نشر كذا وكذا..»، وهنا يسألون مباشرة، ألا يوجد جناح لوزارة الثقافة، أقول لهم هنالك جناح للمملكة العربية السعودية، يشمل على نتاج المؤسسات الحكومية الثقافي من جامعات ومكتبات ووزارات، وهنا أتوقف قليلاً لأشيد بجناح المملكة العربية السعودية في كل من معرضي الكتاب بالشارقة وأبو ظبي، وحرص القائمين عليه من السفارة والملحقية الثقافية بدولة الإمارات العربية المتحدة أن يكون الجناح السعودي متميزاً شكلاً بتصميم بديع، ومضموناً من خلال الفعاليات الثقافية والتي من ضمنها التعريف بالأدب والأدباء السعوديين، بالطبع يكون اعتذاري لمن يسأل عن النتاج الثقافي السعودي، أن معارض الكتب كانت تحت إشراف وزارة التعليم العالي سابقاً، ومستقبلا ستبدأ وزارة الثقافة والإعلام من خلال الهيئة العامة للثقافة بالإشراف على تلك المعارض مع التنسيق مع تلك الملحقيات الثقافة، اجتهدت أن تكون هذه إجابتي مستنداً على ما حدث لمعرض الرياض الدولي للكتاب من انتقاله من جامعة الملك سعود ثم وزارة التعليم العالي إلى وزارة الثقافة والإعلام.
أنا أفضل أن يبقى الجناح السعودي تحت إشراف الملحقية الثقافية بالذات في دولة الإمارات الشقيقة، ولكن إضافة إلى ذلك أتمنى أن يكون هنالك جناح خاص بوزارة الثقافة والإعلام أو الهيئة العامة للثقافة لعرض النتاج الثقافي الصادر في المملكة، الأندية الأدبية لديها عدد كبير من الإصدارات أغلبه متميز، إضافة إلى إصدارات الأفراد من المبدعين والمبدعات والتي حاز أغلبهم على جوائز على مستوى الوطن العربي.
جناح الثقافة ليس مجرد مكان لعرض وبيع الكتب، بل منبر إعلامي للوطن، والآن أعين العالم متوجهة للمملكة العربية السعودية من خلال المشاريع الكبيرة التي تم تدشينها، وآخرها وليس الأخير مشروع «نيوم»، هنالك معلومات رسمية تصل للعالم عن هذا الوطن الذي يسير في ركب الحضارة، ولكن هنالك نافذة مهمة يرغب الجميع أن يطل منها وهي نافذة الإبداع، وصول الكتاب المطبوع بلغات العالم المختلفة مهم، وهذا بالطبع في دول العالم المختلفة غير العربية، ولكن في الوطن العربي فوجود جناح للثقافة في معرض الكتب سيساعد على وصول أصوات كثير من المبدعين الذين لم يوفقوا بوجود ناشر جيد يسوق إبداعهم، وما أكثرهم، ثم إن لدينا عددا من الرواد والكتاب والكاتبات المتميزين انتقلوا إلى رحمة الله، «وما أكثرهم» هؤلاء يحتاجون إلى من يخلد إرثهم الإبداعي، وأتمنى أن يكون للقائمين على الثقافة في هذه البلاد يد لإعادة طبع ونشر نتاجهم.
أتمنى أن لا أجد من يسألني مستقبلا أين أجد كتاب غازي القصيبي أو عبدالعزيز مشري أو إبراهيم الناصر أو حسن السبع رحمهم الله وبالطبع بقية الكتاب الذين على قيد الحياة، أتمنى أن يتحقق وجود جناح يمثلنا ونفتخر به.