د. صالح بن سعد اللحيدان
العلم في أصل تعريفه عند أهل الصنعة أنه [مصدر والمصدر اسم جامد مبني على السكون]. قلت وهو على هذا أصل المشتقات، وكذلك قال من تقدم.
ويراد به عن عامة النحويين أنه اسم خاص، يعين معناه عيناً لكن على سبيل الإطلاق. ولا يكون الاسم على هذا إلا على سبيل العموم دون تقييد، وعليه فتدخل هنا (المعرفة) وكذا (النكرة).
وهذا - لا شك - عند التدبر والاستيعاب معلوم من حال معرفة هذا الباب بالضرورة، وسوف يتضح لا جرم حقيقة (العلم) (بفتح العين) من أنواعه؛ لأنه لا يمكن فهمه (أي العلم) إلا ببيان أنواعه.
قلت: وهي على هذا النحو:
الأول: الاسم وهو ما دل، أو أنه ما يدل على شيء معين.
الثاني: اللقب، وذلك ما دل على مدح أو ذم أو تعريض بأي منهما، لكن بقرينة المعنى.
الثالث: الكنية وتلك هي: ما ارتبط بأوله (أب أو أم)
وذلك نحو: (أبي عادل/ أم العالمات).
أما اللقب فنحو: (أجود الأخيار) وهذا مدح.
ونحو: (تكلف خطبة) وهذا ذم.
والتعرض مثل: (كتابة كوجه الأسد).
والعلم يتميز عن غيره بالسليقة، وإدراك الفوارق بين الأشياء من (علم/ واسم/ وحال/ وظرف/ وتمييز/ وصفة).
ومن نوابه القول في هذا، وحكاه غير واحد، أنه لا يصح تقديم اللقب على الاسم. قلت: لا بأس بهذا نحو: (أبو سوء الخلق فلان)، وذلك إنما هو من باب لفت الانتباه إلى شدة اتصاف (فلان) بسوء الخلق.
والعلم على هذا قد جاء أنواعاً، اختلف فيها، لكن محصلة القول هنا لعلها على هذا السبيل:
1. غير مسبوق بالنسبة لمن سُمي به نحو: (محمد) ونحو: (هند).
2. ما جعل استعماله على حال سابقه نحو: (نمر) ونحو: (ذئب) ونحو: (وردة).
وقد رأيت بعض أهل شرق آسيا وجنوبها يجعلون الاسم جملة مركبة نحو: (شمس الحق) و(صديق الإسلام) و(جمال الطيب).
الرابع: ما كان مركباً، وهذا وقفت عليه في بعض بلاد من إفريقيا، مثل: ليبيا والجزائر وتونس وخاصة موريتانيا.
نحو: (محمد محمد بن المصارفي)
ونحو: (فاطمة فاطمة بنت محمود)
ونحو: (حسن حسن بن حامد)
ومثل هذا - وهو قليل - وجدته بمصر.
[إجابات خاصة]
د. محمد خيري الدمر داس محمود/ مصر (بني سويف)
سيبويه في ظني أنه إمام مجتهد، وقد بيّن الإمام (السيرافي) هذا حسب نكات نحوية، لم يكن أحد قد طرقها من قبله. وفي غالب قراءاتي له وقراءاتي عنه فهو طويل النفس، محكم الرأي، ولديه حسن الخلق وجمال نقاش حميد.
وضربه الأمثلة دائماً في مكانها، أحسبه كذلك.
الأخ/ عبيد بن عبدان بن هويدي الرشيدي/ السودان
نعم، الإمام العيني والإمام ابن حجر كانا متعاصرين، وكانا بمصر، إلا أن ابن حجر أصله من (فلسطين).
والذي تسأل عنه (إ. ب. هـ) لا أعرفه.