اختلفت أنا وإخوتي وأخواتي حول موضوع ما، وهو مهم جداً لأنه يتطلب إجراءات عملية.
مثلي مثل أي مواطن من (الدئة الأديمة) كما يقول أحباؤنا المصريون، يوجد لدي العديد من الإخوة والأخوات والحمد لله، وألتقي بهم فرادى عادةً أو اثنين-ثلاثة منهم بالصدفة.
في كل لقاء أبذل جهداً مضاعفاً لإقناع هذا الأخ أو تلك الأخت بوجهة نظري، ثم أكتشف فيما بعد وكأني لم أفعل شيئاً، بالرغم من قناعتي الراسخة أن رأيي مبني على «منطق!» وأنا أكبرهم سناً! .. ثم التقيت أخي الأصغر مرةً وأقنعته بوجهة نظري تلك بسهولة تامة! فقال: إذن نفّذْ مباشرةً ولا تنتظر أحداً!
بعد هذا اللقاء استيقظت من السبات الشتوي أو الصيفي! وطرحت على نفسي السؤال الذي طرحته «سهير البابلي» في مسرحية «مدرسة المشاغبين» ما هو المنطق؟
بالرغم من أنني كتبت في زمن مضى موضوعاً طويلاً عريضاً من عدّة فصول عن المنطق، وتوصلت بعد جهد جهيد أن المنطق ليس التفكير السليم – كما قال أرسطو، إنما هو المنهج المتبع الذي يوصلك للفعل السليم! أي أن التجربة فقط هي التي تحدد ما إذا كان تفكيرك سليماً أم لا! وأن الخوف من الخطأ يشل تفكيرك، وأن الخطأ هو مرحلة من مراحل تطور الأصح! أي أن ما كنت تعتقد أنه صحيح اليوم سوف تجسده بالعمل، وربما تكتشف أنه صحيح بالفعل أو خطأ أو صحيح جزئياً أو غير مكتمل.
كل ذلك لا تكتشفه إلا بالتنفيذ أي بالعمل، فمن لا يعمل لا يخطئ، والعمل أو التجربة هي مقياس الحقيقة، لذلك لا يوجد تفكير سليم ثابت مطلق حتى لو كان مبنيا على التجربة السابقة.. الحياة جميلة يا صاحبي ومتطورة.. ولا يمكنها أن تقف عند نص مكتوب أو غير مكتوب.
المجتمع الإنساني كله يتكون من ظالم ومظلوم وما بينهما.. لكل فيه منهج للتعامل مع الحياة المتطورة. الظالم يتبع منهجاً للجم الحياة، ولكنه لا يستطيع مهما بلغت وسائله إيقاف التطور، والمظلوم يفعل العكس، ولكن مهما بلغت ثورته لا يستطيع حرق المراحل. أما ما بينهما لا أريد الحديث عنه، فعندي ما يكفي من الهموم كي لا أنام.
- د. عادل العلي