لم يدر في خلدي يوماً، أن فتح الصدر لاستقبال قوس قزح سيكون ضرباً من المواجهة!
أو أن هذه المواجهة سوف تنتهي إلى خسائر معنوية، فوليت وجهي شطر الشتاء الذي هطلت مواعيده باكراً في جنوبٍ مبتهج بالاخضرار، وبخطوات تعشوشب حُباً في التواءات الطرق المتجهة نحو الماء المجدوّل، الجاري بأمنياتنا نحو السيلان السهل. ولم يكن في حوزتي سوى بضع أبيات من قصيدة ما زلت أحفظها بالطريقة التي كتبتها بها في أول استماع على ورقة ممزقة، نزعتها من دفترٍ قديم ودونتها سريعاً قبل أن تأتي عليها أسراب الكلمات الجديدة وتمحوها.
أما الأغنيات الصغيرة التي كنت أرددها كلازمة في فمي طوال الطريق، لأطوي بها وعثاء المسافة، فلم تكن تصلح أن تكون سلاحاً لهذه المواجهة العاصفة التي احتشدت لها المواقف الحديثة، ممتزجة مع الذكريات الكبيرة، أمام نيتي الواحدة المفردة. إن هذه الأغنيات تصلح فقط أن تكون بلسماً للجروح التي تعقب مواجهة غير محسوبة كتلك، خاصةً عندما تكون مفاجئة!.
لقد كان التوقيت غلالة سمراء، والمطر الأسود الذي ظل متقشفاً في صرته البيضاء عدة أشهر، جاء كرشات الملح على جروح الحزانى، وأما البرد فظل في حصاره الأفقي للموجوعين، يعربد برقصة روحية فوق أقطابهم الحزينة، ليتكشف للرائي بعد ذلك قوس قزح، وخلفه جيش من المبررات التي تنكش الذاكرة.
وأنا في الحقيقة لم أكن أعلم أن سعيي المباشر لرؤية قوس قزح على طبيعته، ستكون أقرب ما تكون إلى سعيٍ يشق عليّ استيعابه، بما تكشف منه من سوءة جرح، وشهوة موت.
- عادل الدوسري
aaa-am26@hotmail.com -
AaaAm26 @