بالنسبة لجيلنا يكفي أن تذكر اسم غالب كامل أو ماجد الشبل أو عبدالرحمن يغمور أو سليمان العيسى أو محمد الرشيد حتى تتهادى ذكريات جميلة، لا تُمسح من الذاكرة في أروقة التلفزيون. وقد كنت ممن أسعده الحظ بأن يعاصر تلك الفترة الذهبية وأولئك الرواد، ولكن سأتوقف هنا مع تجربة شخصية مع الأستاذ الكبير غالب كامل - متعه الله بالصحة والعافية -. فقد دخلت التلفزيون خريجًا جديدًا منبهرًا بهؤلاء الكبار في ميدان الإعلام، ولحسن حظي كان أول مكتب أعمل به بالقناة الأولى بجوار مكتب أستاذنا الكبير غالب؛ فكان بالنسبة لي فرصة كبيرة لأنهل من معين هذا العملاق، وأستفيد من خبراته عن قرب.. وزادني حرصًا واهتمامًا أن أبا سايد كان رجلاً متواضعًا بشوشًا. ثم رافقته فترة من الزمن في صالة الأخبار عندما كنت محررًا، وكان قارئًا لنشرات الأخبار الرئيسة، وكانت العلاقة أقرب أتعرف أكثر على المهنية التي يتمتع بها؛ إذ يعرف أستاذنا الكبير بانضباطه الشديد وحضوره المبكر للاستعداد لقراءة النشرات، وحرصه واهتمامه ومراجعته لكل صغيرة وكبيرة قبل الظهور على الهواء بالرغم من خبرته وتجربته الكبيرة وإمكاناته العالية.. فكان يبهرنا بأدائه وحضوره. وقد جمعتنا لقاءات خارج العمل؛ فازددت إعجابًا بتعامله الراقي وأخلاقه الجمة وبساطته. هذا جزء يسير عن أستاذ كبير، أمد الله بعمره، ومتعه بالصحة والعافية.
وأخيرًا.. شكرًا لكم في صحيفة الجزيرة وصفحة الثقافية على وفائكم لأحد عمالقة الإعلام السعودي ورواده.
عبدالله الحميدي - المدير العام للأخبار بالتلفزيون