الحقيقة، إن الحديث عن الزميل الأستاذ غالب كامل حديث ذوشجون، يعيدنا بالذاكرة إلى عهد ذهبي للشاشة والمذياع في تلفزيون وإذاعة الوطن ضمن كوكبة كبيرة من المذيعين وصانعي النجاح في إعلامنا الوطني. وحقيقة، إن الأستاذ غالب كان يحظى بحضوره الرائع وصوته المميز وصورته الرائعة التي تجسد المذيع العربي
الناجح الذي تميز في تقديم الخبر والبرنامج، والمذيع الحواري الناجح ذا الطلة البهية بثقافة المذيع، والمذيع المثقف.. ولعلنا نستطيع أن نقول غالب كامل مذيع
شامل، وهذه هبة وصفة يتميز بها المميزون ضمن جيل الكبار. والأستاذ غالب تنقل بين الإذاعة والتلفاز في عدد كبير من البرامج التي لا يتميز بها آنذاك إلا غالب كامل.. التقيت وبفخر أستاذي الكبير المتواضع ذا الابتسامة العريضة والقلب النظيف والحضور المبهر.. التقيته في التلفزيون ضمن لجنة إجازة المذيعين الجدد، فكان يوجه بكل محبة وأريحية، ويتحدث بفكر وبلغة بليغة، فكان مدرسة في ذلك.. الأستاذ غالب غادر التلفزيون متقاعدًا والجميع له محبون، من الوزير حتى أصغر موظف.. ورغم أن العمل وسُنة الحياة لا يتوقفان على شخص بذاته إلا أن غالب - بلا شك - ترك فراغًا في الشاشة الذهبية ضمن كوكبة من المبدعين الذين ترجلوا عن العمل بفخر واعتزاز، وخدموا الوطن بكل عزم وصدق.. ولعلني من خلال هذا المنبر أتمنى تكريم هذا الرجل ومجموعة من الزملاء الذين أسهموا في بناء الإعلام السعودي مرئيًّا ومسموعًا ومقروءًا.. متمنيًا للجميع وللأخ الكبير غالب كامل التوفيق والسعادة والصحة والعافية. وأهمس في أذن الأستاذ غالب بأننا نحبك، وأنت في سويداء القلب، وفي أحداق العيون، وفي سجل التاريخ الإعلامي السعودي المشرف.
وأشكر الملحق الثقافي في صحيفة الجزيرة العزيزة على قلبي، وأزجي الشكر لأستاذنا الكبير وزميلي الذي عملت تحت إدارته في أحد المواقع الإعلامية أبي بشار الأستاذ خالد المالك، والشكر موصول لزميلي النشط محمد هليل الرويلي. وفق الله الجميع.
خلف حمود القاران - مدير التلفزيون وممثل وزارة الثقافة والإعلام بمنطقة الحدود الشمالية