كل إعلامي ساهم في تأسيس مؤسسات الإعلام السعودي ينال حق الريادة، ويستحق التكريم. ومن جيل هؤلاء الرواد غالب كامل المذيع الذي تميز بفصاحة اللسان، وقوة البيان، والقدرة على أسر المشاهدين والمستمعين بما يقدم من برامج وحوارات.. فالإعلام كصناعة يعد صناعة حديثة نسبيًّا في تاريخ البشرية، وهي في المملكة العربية السعودية -إن جاز لنا التعبير- ما زالت تحاول النهوض وإعادة تشكيلها. ولا نستطيع القول إن الإعلام السعودي - محليًّا- وصل لمرحلة النضج؛ فعوامل كثيرة حالت دون ذلك، إلا أن ما لا يختلف عليه اثنان هو صلابة مرحلة التأسيس، وخصوصًا بجيل المذيعين الرواد من أمثال الدكتور عبدالرحمن الشبيلي وماجد الشبل ويحيى كتوعة وسليمان العيسى وحسين النجار وعباس غزاوي وسبأ باهبري.. وآخرين.
قمنا في ملتقى (إعلاميون) - وهو ملتقى مجتمعي تطوعي - بتكريم المذيع غالب كامل في مقر إقامته في المملكة الأردنية الهاشمية، حيث يقضي فترة نقاهة صحية، تمنعه من العودة إلى بلده المملكة العربية السعودية لطبيعة مرضه -شفاه الله-. وكان لهذا التكريم أثر إيجابي حيث قال: «أحمد الله وأشكره أن هيأ لي مكانة ومعزة في أبناء وطني العزيز، وأسأل الله أن يرفع عني الشدة حتى أتمكن من العودة إلى أرض الوطن. فأنا أشعر بالوحدة بعيدًا عن الوطن والأحباب والزملاء. وأنا سعيد جدًّا بهذه البادرة الجميلة من إخواني وزملائي في ملتقى (إعلاميون)، ويسعدني أن يكون درع التكريم كجوهرة أعلقها في صدر بيتي».
كان تكريم الرمز غالب كامل رمزيًّا، ولم يتجاوز زيارة خاصة من الدكتور أحمد الشهري عضو ملتقى (إعلاميون) مقدمًا له درعًا تذكارية من الملتقى. وبهذا الصدد ألا يحق لنا التساؤل عن وجود آلية لتكريم مثل هؤلاء الرواد؟! ألا يفترض أن تكون هناك إدارة في كل وزارة ومؤسسة دولة تختص بمثل هذا الأمر، على ألا يقتصر التكريم على الرمزية، بل يفضل أن يصاحب ذلك تكريمًا ماليًّا ومعاملة خاصة في المرافق الحكومية؟
د. علي بن ضميان العنزي - رئيس قسم الإعلام والعلوم بجامعة الطائف - نائب رئيس «إعلاميون»