بإحساس عذب وروح شفافة بكل ما قدم من عطاءات
عرفته قبل ثلاثين عامًا عندما سجلت معه برنامج دعاء السحر، وكنت آنذاك مخرجًا مبتدئًا، لكن أبا سايد بما يملك من إمكانيات أعانني على أن أنتج العمل على أكمل وجه. واستمرت المعرفة والأخوة والزمالة، وترسخت في العديد من البرامج السياسية والحوارية التي عملنا بها جنبًا إلى جنب كأسرة واحدة، وفريق مميز. كان أبو سايد حريصًا كل الحرص على معرفة الانطباع حول ما قدم، وكيف قدم، وهو قامة ومدرسة، لكنه أسلوب الكبار الذين لا يترددون ولا يستنكفون عن الملاحظة أينما كان مصدرها؛ ولذلك حفروا مكانهم في الذاكرة، وبقيت أسماؤهم أقمارًا في سماء الإعلام السعودي.
توطدت الصلة مع الأستاذ الرائع أبو سايد بعد أن تولى إدارة المذيعين في إذاعة الرياض، وأصبحنا نشارك جنبًا إلى جنب في اجتماعات رؤساء الأقسام واللجان البرامجية وصناعة الدورات الإذاعية وبنائها، وأدركت عمقه الفكري وبعده الإعلامي ورؤيته الثاقبة، وتلمسه للاحتياجات والأغراض الإذاعية، وحرصه على كل ما يهم المستمع.
هذا جانب من الجوانب الإذاعية في حياة الصديق العزيز والأستاذ غالب كامل المذيع الإنسان والزميل الخلوق والكبير بكل ما تعني الكلمة من معنى. ولله الحمد تستمر صداقتنا وأخوتنا، ولا أنسى فرحته بنا عندما زرناه مؤخرًا في بيته العامر في عمّان في المملكة الأردنية.
أسال المولى - عز وجل - أن يسبغ عليه الصحة والعافية.. وهي مناسبة أن أدعو لتكريم هذه القامة تكريمًا، يليق بها.. وقيمة التكريم أن نشهده ونحس به، ونشارك من كرمنا.. وأثق أن إعلامنا بقياداته - وعلى رأسهم معالي الوزير المبدع الدكتور عواد العواد - خير من يكرم.. لِم لا وهو في عهد سلمان ملك الحزم والأمل أبي الإعلاميين ومحبهم.
سعد الجريس - مستشار هيئة الإذاعة والتلفزيون