مهدي العبار العنزي
عندما ينحرف الإنسان عن الطريق السليم السوي ويبتعد بعقله المشوش المهترئ عن مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة ويتركها ثم يواصل غيه وغطرسته ولا يعود إليها معتذرا أو معترفا بذنبه.
فإن في ذلك الانتحار وإن في ذلك الانهيار وإن في ذلك الانصهار في قوالب الأعداء الذين لا يريدون للأمة الخير بل يريدون لها الشر ويريدون لها الهوان الذي لم يرتضوه لأنفسهم ولكنهم يريدونه لأمة محمد التي تحمل تاريخا وإرثا عظيما من القيم والفضائل والأخلاق، بعض من يعتنقون الدين الإسلامي انجرفوا أو اتبعوا الشيطان ورضوا بالهوان وتحالفوا مع العدو ضد الأهل والإخوة والجيران. وهناك من باعوا ضمائرهم من أجل لقمة عيش محرمه يعتقدون بأنها تكون درعا لهم من الفقر والعوز والمسألة وتكوين مجد لا يضاهيه مجد، وهناك من تخاذل أمام تيارات العصر وانهزموا معلنين في داخلهم الفشل وعدم حب الطموح والانطلاق نحو الأهداف السامية وهناك من سار عكس مجرى الأنهار التي تجلب الخير وترفض الدمار ولا تتعامل مع من تاهت بهم الأفكار وأصبحوا مطايا لكل غدار؟
وهناك من تعامل مع الإرهاب وكأنه مصدر للشموخ واقتراب من قيم باتت كالسراب إنها بكل أسف حالة البعض من أبناء أمة الضاد التي كانت في زمن مضى ضد الأوغاد وضد الأحقاد وترفض كل أنواع الانقياد خلف من يعيثون فسادا في العباد والبلاد.
ولعلنا نتساءل ما سبب هذه التحولات على واقع الأمة مع إدراكنا بأنها تسبب الأذى وتسبب كل أنواع الفتن والظلم والكراهية، لقد ألحق هؤلاء المتحولون أقصى درجات الألم في نفوس المجتمع الذي كان يعتقد بأنهم لبنات صالحة تساهم في الرقي والحضارة والتقدم لا أن تكون عكس ذلك تماما! إذا كان الإرهاب وأهله ممن ينشرون اللون الأحمر ويساهم في تدمير حضارة الأمة وخاصة الأمة العربية ويقطع الرؤوس وينتهك الحرمات ويدمر الممتلكات ويستهين بالمكتسبات التي لم تأتِ من الهوان والانحلال والانحطاط بل جاءت من الجهد والعرق والتفاني في تقدم ورفع مستوى عيشة الإنسان وحفظ حقوقه وكرامته وتقدير إنسانيته، فإن من يتنكرون للأوطان في كل زمان ومكان ويخونون أماناتهم وينهبون الخيرات ويستهزئون بتاريخ وأمجاد أوطانهم التي احتضنتهم وحمتهم وأكرمتهم فإنهم لا يقلون درجة عن من يمارس الإرهاب في شتى صوره البشعة.
إن هؤلاء وأولئك يتعاملون مع الشرور ومضرة أمتهم والنيل من كرامة أوطانهم وعدم استقرار مجتمعاتهم لقد دمروا بكل أسف حضارة العالم الإسلامي ومكانته وهيبته وأخلاقيات اتباع هذا الدين الحنيف وحولوا أنظار العالم معتقدا بأن هذه الممارسات وهذه المصائب مصدرها الدين لقد شوهوا الحضارة العربية التي امتدت عبر آلاف السنين.
فهل يعتقد هؤلاء أن أعمالهم مصدرها الشجاعة والإقدام وصناعة التاريخ القاعدة الذهبية تقول إن من يصنعون لأنفسهم تاريخ أسود سيبقى عارا على وجوههم إلى يوم الدين.
إن كل الأعمال الممنهجة التي تساهم في تحطيم آمال الشعوب وسفك الدماء انتهاك الحرمات وتدمير الممتلكات والتفجير والتدمير مصدرها عدم صحوة الضمير واتباع أساليب الفتن والخيانة وتحطيم الحضارة.