خالد الربيعان
«أصبح أكثر ما تراه في بيتي هو الأدوية.. علب وقوارير في كل مكان، ابتُليت بحُب الكرة، أنا متعصب، متعصب جدًّا، لون قميص فريقي هو لوني المفضل، لا أطيق أن أرى أي لون آخر أكثر من دقيقة، خاصة ألوان الأندية التي تفوز على فريقي بالخمسات والأربعات، ألوانهم تثير جنوني، عندما أراها أشعر بأني ثور هائج ينظر للون الأحمر في يد الماتادور!!
* لا أشاهد مباريات فريقي إلا بعد أخذ الدواء، ضغط، سكر، مهدئات، الخطة القادمة أن أبحث عن أدوية نفسية. فريقي لم يفز بأي مباراة قوية. فريقي غارق في فساد وديون وفيفا منذ سنوات إلا في حالات نادرة، لا يفوز إلا على الفرق الضعيفة والمتوسطة، وبشق الأنفس، بنتائج هزيلة!
* لا نستطيع حسم صفقة قوية أبدًا.. كم تمنيت أن يكون عندنا مهاجم الفريق الأزرق، لاعب رائع بحق، أو لاعب وسط الفريق الأخضر، أو حتى مدافع الفريق الأحمر.. إدارة الفريق لا تعرف شيئًا اسمه ذكاء أو قانون أو حتى كشافون، ولم تصبح حديث الأوساط بصفقة منذ سنوات! إدارتنا لا تعرف شيئًا اسمه التسويق الرياضي ولا الاستثمار.. (حتى الرعاة بالهبات؟!).. ما هذا اللفظ الذي أسمعك تقوله؟!
* أصبحت لا أفرح بفوز فريقي أبدًا، فحتى إذا فزنا فالأداء (مخيب وضعيف)، لا توجد حتى تمريرات رائعة، لا تسديدات على المرمى تحترم نفسها! اللاعبون أكثر ما يثير غيظي، لو مرر أحدهم الكرة من لمسة واحدة فهذا يستحق المكافأة! يركضون كفراخ طيور صغيرة مبتلة في شتاء ماطر! أصبحت مراقبتهم فقط في التلفاز أثناء المباراة تثير إرهاقي وتعذيبي! بسببهم أصبحت أشرب القهوة في فناجيل من البلاستيك بعد أن كسرت العشرات رميًا وقذفًا بسببهم! ملعبنا أصبح كمزارع البطاطس، اللون الأخضر يختفي فيه تدريجيًّا كشعر أسود في رأس رجل ستيني!
* منصة التتويج؟؟ أصبحت كالحلم، العلاقة بيننا وبين الكؤوس أصبحت كالعلاقة بين القطب الجنوبي والصاروخ الفضائي! لا يجمعهما شيء بالمرة!
* شيئًا فشيئًا أصبحت أتابع مباريات الخصوم، وتحديدًا هذا الفريق الكبير، كم يثير إعجابي الخفي وغيظي الواضح في الوقت نفسه.. أتمنى أن يستمر في هذا الأداء الجميل؛ فأنا بحاجة لمشاهدة كرة جميلة، وفي الوقت نفسه أتمنى أن أرى هذا النادي محترقًا! إنه يشعرنا دائمًا بأننا فاشلون، لماذا لا يكون مثلنا؟!
* صارت فرحتي أن أرى هذا الفريق الكبير يخسر، نعم.. لا أعرف لماذا، ولكني أجد نفسي في راحة ما بعدها راحة؛ لأنه معنا في السفينة نفسها ولو مؤقتًا.. عذرًا، ناولني الماء؛ فهذا ميعاد الدواء!
* نعم، فريقنا بلا أداء، بلا بطولات، لاعبونا لا يعرفون التمرير ولا التسديد، ولكنهم يعامَلون كنجوم الليجا والبريمرليج! الديون ستقصفنا وتخرجنا من الدوري الممتاز، وتنفينا لدوري في كوكب آخر! كل هذا لا يهمني الآن.. كل ما يهمني هو أن يخسر هذا الفريق في نهائي البطولة القارية، لو فاز بالبطولة ستصطبغ أيامي القادمة بالكحل والسواد!
* حينها سأجد أخبار سعادتهم تلاحقني في كل مكان، من أول الإذاعة إلى التلفاز حتى تاقات تويتر.. أوووه تذكرت تويتر!!.. تبًّا.. الكلام معكم أخذني.. هناك تاق مبهج وجميل بعنوان: #كلنا_كاكاوا_الياباني.. سأكتب فيه بضع عشرات من التغريدات قبل أن أنام؛ لأنه أصبح أسلوبي.
* كان معكم مسيار، مشجع بطل اليابان!.. يعطيكم العافية!
حكمة المقال!
إذا لم تستطع النجاح فابذل ما بوسعك لإفشال الجميع!
# ملحوظة: هذا المقال ساخر.. غير حقيقي!.. شخصياته من وحي الخيال!