تركي ناصر السديري
حكمة تقول: « اشتر الحق، ولا تبعه، وكذا الحكمة والصدق والجدية».
كُتبت بخط النسخ على جدار الغرفة المخصصة لإدارة النادي في مبنى مقر نادي الهلال القديم، في حي الظهيرة الشعبي بالرياض.
هذه الحكمة، أنارت معانيها.. داخل هذا النادي، واتخذها القائمون على شئونه مبدأ عمل ومنهج مسيرة، قادتهم لأن يكون ناديهم كبير أندية آسيا، ونادي القرن محلياً وقارياً بطولات وجماهيرية.
هذه الحكمة المنيرة، استحضرت نفسها.. الآن، وقد حق للهلاليين بأن يفاخروا بناديهم، وقد نال شرف أن يكون: النادي النظيف.
فالمشهد الرياضي، يضج بتورط أندية رياضية في قضايا تمس نظافة العمل الرياضي وسلوكه..
من حق الهلاليين أن يتباهوا بأنّ (الزمن) يضيء إنصافاً، بطهارة ممارستهم الرياضية.
ومن حق تلك «الحكمة» على الهلاليين، أن ينحنوا لها قيمة ومعنى.. وامتناناً.
ومن حقهم، أن يشكروا رجالاً تولوا أمانة العمل في هذا النادي الكبير.. بكل شرف رياضي انحاز بإصرار ووعي واتزان إلى قيم وأخلاق رسالة الرياضية النبيلة.
قارية 7... جاية !
بات الهلال قريباً من تحقيق بطولة آسيا.. للمرة السابعة، والوصول لنهائي كأس أندية العالم.. للمرة الثانية.
تحقيق ذلك، ممكن.. وبدرجة كبيرة، إذا ما ظهر الهلال بمستواه المعروف.
أيضاً، ممكن أن لا يحقق هذا الاستحقاق. ولكنه تأكيداً يظل الفريق الأكثر ترشيحاً لنيْلها.. العام القادم، أو الذي يليه بعون الله، لكونه يملك فرقة رياضية مؤهلة للمنافسة لسنوات قادمة، لما يمتلكه من نجوم قادرين على التواجد في ملعب الكرة لسنوات، تؤهلهم لأن يكون «المرشح الثابت» للمنافسة على البطولة القارية..كما هو الحال في المسابقات المحلية.
لسان حال مدرج الرياضة النظيفة: البطولة السابعة، والثامنة.. مسألة وقت !
جناية.. دكاكين الأمية !
يشهد المشهد الرياضي.. «تمزق» حال وأحوال إعلام دكاكين الأمية الرياضية، وتكشف بشكل مدوٍّ تفاهة منهجها القائم على التدليس والفهلوة.. لغاية وغواية النزق التشجيعي الجاهلي، غير المدرك وملتزم بقيم ومبادئ المهنية الإعلامية ورسالتها السامية.. بل ولا تعنيه، ولا يكترث بها، لكونه قد تسلل إلى بلاطها لنصرة نادية بكل انحياز وتعصب وأمية، وهدم وتلويث لمنظومة إعلام عريق.
آلة الإعلاموية الرياضوية، التي لا علاقة لها بالإعلام والرياضة.. ورطت أنديتها وأسقطتها، حين تحولت إلى دكاكين للتدليس والأكاذيب على مدرجاتها، وغذّتها بمعلومات مغلوطة، وبث إشاعات كذوبة، ونشر ثقافة الكراهية الرياضية، وتسطيح الوعي في المدرجات.
آلة يصطف في رحابها مشجعون عجزوا عن إدراك واستيعاب ماهية رسالة الإعلام، وقادتهم أميتهم إلى الإضرار بقيمة الرياضة وتعويق مسيرة رياضتنا الخضراء..
استولوا على المشهد الإعلامي الرياضي بضجيجهم وأميتهم.. فكانت النتيجة..ما ترون وتسمعون.. وتتأملون!
أول خطوة لإصلاح ما فسد من رياضتنا.. تخليصها من دكاكين إعلاموية الأمية الرياضية.. ممولين، وطواقم عمل و(شغل).. فاسد!
نحتاج «خريطة طريق».. ترتب وتنظم الإعلام الرياضي.. من خلال سن نظام مهني ومعياري ينحاز للعلمية الإعلامية، ولا ينتج الوصاية العملية..